ومنذ اللحظة الأولى للكنيسة الإنجيلية في مصر اتخذت خطوات رائدة نحو التصالح والاقتراب من المجتمع المصري، والانغماس في قضاياه ومشاكله، ومن ثم وضعت الكنيسة على عاتقها دور العمل الاجتماعي والتنموي بجانب الدور الروحي واللاهوتي.
وحيث أن مشكلة التعليم كانت المشكلة العظمى آنذاك فقد كان التعليم جزءًا لا يتجزأ من إرسالية الكنيسة الإنجيلية في مصر، ويرجع الفضل للكنيسة الإنجيلية في إقامة أول مدرسة للبنات في "حارة السقايين" بالقاهرة في يونيو 1860 كما أقامت كلية رمسيس للبنات سنة 1910 والتي تعتبر أكبر مدرسة لغات للبنات في مصر.
أثناء سنوات الاحتلال البريطاني في مصر – جنبًا إلى جنب مع مقاومة الاحتلال وتحرر مصر منه – ظهرت حركة تقدمية للتحرر من الجهل والاستعباد للتقاليد التي تعوق التقدم، وهكذا أٌنشِئَت بعض المدارس الابتدائية في مدن مختلفة بالمحافظات المصرية. ومن تلك الهيئات التي اسهمت في التعليم في مصر وقتئذ جماعة الإرساليات الأجنبية ومنها الإرسالية التابعة للكنيسة المشيخية بأمريكا وهي جماعة اهتمت بالتعليم وأنشأت أول مدارسها عام 1860 بالقاهرة، وسرعان ما نجحت نجاحًا كبيرا دفع المسئولين عنها إلي إنشاء غيرها من المدارس في انحاء كثيرة في مصر. ثم أقامت الكنيسة الإنجيلية أقدم مدرسة في صعيد مصر في مارس 1865، وهي كلية أسيوط الأمريكية.
وفي السنوات الاخيرة للقرن التاسع عشر أُنشِئت كلية رمسيس للبنات تحت اسم كلية الإرسالية الأمريكية للبنات، ثم تحول اسمها إلى الكلية الأمريكية للبنات، وفي عام 1967 ولأسباب سياسية تغير اسمها إلى كلية رمسيس للبنات، نسبة إلي الشارع الذي تقع فيه الكلية. وقد احتفلت الكلية بالتدشين الرسمي عام 1910 بحضور الرئيس الأمريكي الأسبق "تيودور روزفلت".
أنشأت الكلية عام 1968 معهدًا للإدارة والسكرتارية تابعًا لوزارة التعليم العالي مدة الدراسة فيه سنتان، وهو يعد خريجاته لأن يعملن في المجالات الإدارية المختلفة ويقدم لطالباته المواد الدراسية والعملية التي تحتاجها المكاتب والمؤسسات في السكرتارية والإدارية.
وهناك مدارس تنشئها الكنائس المحلية كما أن هناك اهتمامًا بتعليم المعاقين والصم والبكم وغيرهم من ذوي الاحتياجات الخاصة. كما اهتمت الكنيسة برعاية الطلبة وأقامت لهم دورًا لسكناهم في القاهرة والإسكندرية وأسيوط والمنيا والفيوم وغيرها.
انتقلت المسئولية الإدارية لإدارة كلية رمسيس للبنات وغيرها من مدارس الإرسالية الأمريكية ورعايتها عند تطبيق قانون تمصير تلك المدارس في الستينيات إلى هيئة سنودس النيل الإنجيلي، لتتابع هذه المسيرة متوخيه ومهتدية بالمبادئ التي قامت عليها تلك المدارس منذ إنشائها، مع مراعاة متطلبات النمو الزمني والتطور الاجتماعي والتعليمي، ومسايرة النمو في مجالات الاتصال والتكنولوجيا وذلك تماشيًا مع الزيادة العددية التي طرأت علي تلك المدارس وما يتطلبه ذلك من فصول وابنيه جديدة وحني مدارس جديدة. وبهذا نمت تلك المدارس كمًا وكيفًا وأصبحت في صدارة مدارس القطر.
ولم يقتصر الأمر على التعليم ما قبل الجامعي بل امتد لبعد ذلك. ففي عام 1919 قامت الإرسالية الأمريكية في مصر بتأسيس الجامعة الأمريكية بمصر، بدأها تشارلز واطسون ابن القس أندراوس واطسن حيث قام بشراء المبنى القديم للجامعة الأهلية القائم بميدان التحرير بالقاهرة. وقد لعب الدكتور تشارلز واطسن الرئيس المؤسس للجامعة دورًا كبيرًا في رسم الملامح الأولى للأعوام السبع والعشرين الأولى من تاريخ الجامعة، حيث كان يهدف إلى إنشاء جامعة توفر تعليمًا ليبراليًا باللغة الإنجليزية يسهم في بناء قادة المستقبل في مصر والمنطقة من خلال غرس قيم الانضباط إلى جانب تنمية الشخصية القوية والمهارات الفكرية.