مريم المجدلية
12/11/2023 12:00:00 AM
يو ٢٠: ١-٢ ١وَفِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ إِلَى الْقَبْرِ بَاكِرًا، وَالظَّلاَمُ بَاق. فَنَظَرَتِ الْحَجَرَ مَرْفُوعًا عَنِ الْقَبْرِ. ٢فَرَكَضَتْ وَجَاءَتْ إِلَى سِمْعَانَ بُطْرُسَ وَإِلَى التِّلْمِيذِ الآخَرِ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ، وَقَالَتْ لَهُمَا:"أَخَذُوا السَّيِّدَ مِنَ الْقَبْرِ، وَلَسْنَا نَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ
الافاضل القراء الاعزاء دعونا فى هذه اللحظات ندخل الى حديقة كلمة الله واسعة الارجاء نلتقط منها وردة فيحاء نرتشف من رحيق شخصيتها الفريده ومواقفها العديده وحياتها المجيده الا وهى مريم المجدليه احدى السيدات الفضليات التى لقبت بالمجدليه نسبة الى بلدتها مجدل وهى تبعد ثلاثة اميال الى شمال مدينة طبريه وكانت مجدل تشتهر بجدل الصوف لذلك اشتقت اسمها من هذه الحرفه وفى هذه القريه كانت تعيش مريم المجدليه
اما من الناحيه الشخصيه فهى تعتبر الشخصيه النسائيه الثانيه من ناحية الاهميه بعد القديسه العذراء مريم وقد ورد اسم مريم المجدليه فى العهد الجديد ١٤ مره
بدات معرفتها بالرب يسوع عندما اخرج منها سبعة شياطين فحطم عن كاهلها قيد ابليس القاسى لو ٨: ٢ وبعض النساء كن قد شفين من ارواح شريره وامراض مريم التى تدعى المجدليه التى خرج منها سبعة شياطين
وكذلك مر ١٦: ٧ وعندما يحرر من قيد ابليس فهو ايضا يحرر من قيد الجسد العاتى غل ٥: ١٩ واعمال الجسد ظاهره التى هى زنى عهاره نجاسه دعاره
فمع تحرير مريم المجدليه من سلطان ابليس وسلطان الجسد شعرت بجميل السيد فاحبته لذلك اكرمته لو ٨: ٢-٣ وبعض النساء كن قد شفين من ارواح شريره وامراض مريم التى تدعى المجدليه التى خرج منها سبعة شياطين ويوانا امراة خوزى وكيل هيرودس وسوسنه واخر كثيرات كن يخدمهن من اموالهن
ولم تكرمه من مالها فقط بل ايضا خدمته وذلك واضح فى مر ١٥: ٤٠- ٤١ وكانت ايضا نساء ينظرن من بعيد بينهن مريم المجدليه ومريم ام يعقوب الصغير ويوسى وسالومه اللواتى ايضا تبعنه وخدمنه حين كان فى الجليل فكانت المجدليه ورفيقاتها تشرف على خدمته وتهيئن له سبل الراحه لكى يواصل تجواله وخدمته فى الاماكن المختلفه
ولم يتوقف الامر على اكرامه وخدمته فقط بل ايضا تبعته فى خدماته الكثيره لو ٨: ١-٢ وعلى اسر ذلك كان يسير فى مدينة وقريه يكرز ويبشر بملكوت الله ومعه الاثنى عشر وبعض النساء كن قد شفين من ارواح شريره وامراض مريم التى تدعى المجدليه التى خرج منها سبعة شياطين
وكذلك تبعته ايضا فى رحلته الاخيره الى اورشليم مر ١٥: ٤١ اللواتى ايضا تبعنه وخدمنه من الجليل..... صعدن معه الى اورشليم الا تعلم قاريئ العزيز ان طريق التبعيه للمسيح هى طريق الالم؟ وتلك عملت عكس بطرس الذى قيل عنه فى متى ٢٦: ٥٨ اما بطرس فتبعه من بعيد الى دار رئيس الكهنه
واما من جهة الحزن الشديد الذى غمرها حدث بلا شك يوم الصلب فهى شاهدت صلبه يو ١٩: ٢٥ وكانت واقفات عند صليب يسوع امه واخت امه مريم زوجة كولوبا ومريم المجدليه اى حب هذا الذى ظهر وقت المحنه لا وقت المنحه تخيل تحت الصليب مع ام الرب وخالته ولم يتوقف الامر على مشاهدة صلبه بل ايضا راقبت جسده بعد عملية الصلب متى ٢٧: ٥٥ وكانت هناك نساء كثيرات ينظرن من بعيد وهن كن قد تبعن يسوع من الجليل يخدمنه
وايضا شاهدت دفنه مت ٢٧: ٥٩-٦١ فاخذ يوسف الجسد ولفه بكتان نقى ووضعه فى قبره الجديد الذى كان قد نحته فى الصخره ثم دحرج حجرا كبيرا على باب القبر ومضى وكانت هناك مريم المجدليه ومريم الاخرى جالستين تجاه القبر
فيالهذا الحب من براهين فلم تهرب مثل كل التلاميذ ولم تنكره كبطرس ولم تخونه كيهوذا بل كانت آخر من غادرت بعد دفنه مساء الجمعه ويوم السبت كانت تجهز الحنوط لتطييب جسده الكريم حسب عادة اليهود ثم ذهبت فجر الاحد والظلام باق الى القبر لتبحث عن يسوع يو ٢٠: ١
ولم تبحث عنه فقط بل ايضا طلبته مت ٢٨: ١ و ع ٥ وبعد السبت عند اول الأسبوع جاءت مريم المجدليه ومريم الاخرى لتنظرا القبر ع٥ فاجاب الملاك وقال للمراتين لاتخافا انتما فانى اعلم انكما تطلبان يسوع المصلوب
هى بحثت عنه وطلبته ولكنها كانت تبحث عنه كميت وطلبت من الملاك على امه لازال ميت وتكلمت على انه ميت فدفعها ذلك ان تسال يسوع عن يسوع فياللعجب ان نسال يسوع عن يسوع يو ٢٠: ١٥ قال لها يسوع يا امراه لماذا تبكين من تطلبين؟ فظنت تلك انه البستانى فقالت له ياسيد ان كنت انت قد حملته فقل لى اين وضعته وانا اخذه
ربما لم تعرفه لان الظلام باق فالظلام فى الحياه يعوق رؤياه
او لانها منحنيه والانحناء يجعلنا قاصرين عن معرفته رغم وجوده معنا
ربما لم تعرفه لشدة البكاء فالدموع تحجب الرؤيا فى احيان كثيره
وربما لم تعرفه لانها نظرت الى الوراء فعدم الاستقامه يحجب الرؤيا ايصا
واما السبب الرئيسى لعدم معرفتها له فهى تظن انه لايزال ميتا
احبائى القراء الاعزاء ان من يطلب الرب يجده فكانت مريم المجدليه هى اول من ودعت جسد الرب يسوع وهى اول من رات الرب يسوع المقام من بين الاموات يو ٢٠: ١٦ قال لها يسوع يامريم فالتفتت تلك وقالت ربونى الذى تفسيره يامعلم
بل زاد ايمانها بالرب يسوع فبعدما قالت فى يو ٢٠: ٢ اخذوا السيد قالت فى ٢٠: ١٣ اخذوا سيدى خصصته لها
العجيب انه لما قال لها يا امراه لم تنتبه ولما ناداها «؛يامريم» باسمها عرفته
واخر دور قامت به المجدليه انها هى التى بشرت التلاميذ انفسهم بالقيامه المجيده يو ٢٠:١٨ فجاءت مريم المجدليه واخبرت التلاميذ انها رات الرب
فكانت بشارتها بشارة الاختبار
وبشاره الخبر السار
وبشارة الفرح بعد الانكسار