آراء و أقلام إنجيلية

الانسان بين القطع والعفو

  • بقلم: ق. سامي حنا باسيليوس

في لو١٣: ١-٨ " وَكَانَ حَاضِرًا فِي ذلِكَ الْوَقْتِ قَوْمٌ يُخْبِرُونَهُ عَنِ الْجَلِيلِيِّينَ الَّذِينَ خَلَطَ بِيلاَطُسُ دَمَهُمْ بِذَبَائِحِهِمْ. ٢فَأجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:"أَتَظُنُّونَ أَنَّ هؤُلاَءِ الْجَلِيلِيِّينَ كَانُوا خُطَاةً أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ الْجَلِيلِيِّينَ لأَنَّهُمْ كَابَدُوا مِثْلَ هذَا؟ ٣كَلاَّ! أَقُولُ لَكُمْ: بَلْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذلِكَ تَهْلِكُونَ. ٤أَوْ أُولئِكَ الثَّمَانِيَةَ عَشَرَ الَّذِينَ سَقَطَ عَلَيْهِمُ الْبُرْجُ فِي سِلْوَامَ وَقَتَلَهُمْ، أَتَظُنُّونَ أَنَّ هؤُلاَءِ كَانُوا مُذْنِبِينَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ السَّاكِنِينَ فِي أُورُشَلِيمَ؟ ٥كَلاَّ! أَقُولُ لَكُمْ: بَلْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذلِكَ تَهْلِكُونَ".
٦وَقَالَ هذَا الْمَثَلَ:"كَانَتْ لِوَاحِدٍ شَجَرَةُ تِينٍ مَغْرُوسَةٌ فِي كَرْمِهِ، فَأَتَى يَطْلُبُ فِيهَا ثَمَرًا وَلَمْ يَجِدْ. ٧فَقَالَ لِلْكَرَّامِ: هُوَذَا ثَلاَثُ سِنِينَ آتِي أَطْلُبُ ثَمَرًا فِي هذِهِ التِّينَةِ وَلَمْ أَجِدْ. اِقْطَعْهَا! فلماذا تُبَطِّلُ الأَرْضَ أَيْضًا؟ ٨فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُ: يَا سَيِّدُ، اتْرُكْهَا هذِهِ السَّنَةَ أَيْضًا، حَتَّى أَنْقُبَ حَوْلَهَا وَأَضَعَ زِبْلاً. ٩فَإِنْ صَنَعَتْ ثَمَرًا، وَإِلاَّ فَفِيمَا بَعْدُ تَقْطَعُهَا".


بمناسبة قرب إنتهاء عام ٢٠٢٣ وجدت نفسى مدفوعا أن أتخذ من هذه الآيات الرائعه هذا العنوان وخصوصٱ بعد أن فقدنا الكثير من الأحباء الذين أنتقلوا من بيننا، أما نحن الباقون حتى هذه اللحظه وهى نعمة العفو بعد أن تعرض الراحلون الى سيف القطع مما يجعلني أتطرق إلى حالة حوار لقوم مع الرب يسوع في حادثتين إحداهما سياسيه وكان مكانها في أورشليم وكانت في حلول العيد اذ قتل بيلاطس والى أورشليم عددٱ كبيرٱ من المواطنين وخلطت دمائهم بدم ذبائحهم وقال عنهم يوسيفوس المؤرخ اليهودى أن عددهم كان يقترب من أربعة آلاف شخص لذلك نشبت عداوة بين بيلاطس وهيرودس والى الجليل
والحادثه الثانيه كانت قدريه إذ سقط برج سلوام على ١٨ شخصا فقتلهم جميعٱ
فكانت إجابة الرب على الحادثتين واحده فى عددى ٣و ٥ ان لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون وبكل حكمه قص الرب مثل التينه غير المثمره وكلم الرب سامعيه عن شجره مزروعه ع٦ كانت لواحد شجرة تين مغروسه فى كرمه
وكان مهيأ لها كل سبل الحياة المناسبه من سماد وتنظيف من قبل صاحب الكرم الذي أنفق الكثير والكرام لاحظ هذه التينه وتعب فى تربيتها وصاحب الكرم يريد ان يرى من تعب يديه ويشبع؛ ويريد ان ينوع فى طعام مائدته بين العنب والتين؛ ثم ان لذة صاحب الكرم ان يجد ثمر فى التينه ليفتخر بها يو ١٥: ٨ بهذا يتمجد أبى أن تأتوا بثمر كثير فتكونون تلاميذى ولكن بكل أسف وتساءل بينه وبين نفسه قائلا : معقول بعد كل سهر الكرام وعنايته.. وما أنفقه صاحب الكرم، كل هذه المدة بهدف أن يجد منها ثمر دون جدوي أنها لخيبة أمل صاحب الكرم.مما جعله يقول للكرام " هوذا ثلاث سنين آتى أطلب ثمرٱ فى هذه التينه ولم أجد .. إقطعها لماذا تبطل الأرض أيضا.. نعم فهوذا الفأس وضع على أصل الشجر فكل شجره لم تأت بثمر تقطع وتلقى فى النار يو ١٥: ٦ إن كان أحد لايثبت في يطرح خارجٱ كالغصن فيجف ويجمعونه ويطرحونه فى النار فيحترق نعم يجف لأنه بعيد عن حياة المسيح ومن أين يأتى بالثمر انه يبطل الأرض أى يصنع المعاثر لغيره فوجب عليه حكم القطع (آقطعها) ومع صدور حكم القطع من صاحب الكرم جاء صوت العفو من الكرام

شفاعه مسموعه
في ع٨- ٩ فأجاب الكرام وقال له ياسيد أتركها هذه السنه ايضٱ حتى أنقب حولها وأضع زبلٱ ٩ فإن صنعت ثمرا وإلا ففيما بعد تقطعها "
أنه لصوت رقيق جميل، شفوق، عطوف لقد نزع الفأس عن أصل الشجره عن طريق هذه الشفاعه المسموعه فقال له ياسيد ولم يقل له ياسيدى ألا تعلم ان الكرام لايعمل عند صاحب الكرم فحسب بل يعمل معه لذلك قال مرة أنا معكم زمانا هذا مدته ولم تعرفنى يافيلبس من رٱنى قد رأى الٱب ومره أخرى يقول أنا والٱب واحد ومره أخرى انا فى الٱب والٱب في لذلك فشفاعته مسموعه لدى صاحب الكرم
ثم إنها شفاعه عامله.. فهو لم يقف مكتوف الأيدى بل يعمل شيئين ينقب حولها أى يزيل المعوقات وموانع الإثمار من حولها والشىء الثانى أنه يضع زبلٱ أى سماد وهو من العوامل المساعده بقوه فكم مره يشدد ويساعد ويسند ونبقى فى الحياه رغم إن الفأس كانت موضوعه
وهى أيضا شفاعه ٱمله فيقول.. فإن صنعت ثمرا ع٩... فهو تعب ونقب حولها ووضع زبلٱ ويأمل ان لايخيب ظنه فيها هذه المره وهو يتعشم أن تأتى بثمر لأنه عمل معها. كل ما فى وسعه لتثمر..ولكنها شفاعه محذره ع٩ وإلا ففيما بعد تقطعها.
وكلمة تقطعها أنما هي صوت تحذير وجرس إنذار إن لم تأت بثمر فهذه الشجره أصبحت بين المطرقه والسندان بين سيف القطع وصوت العفو والفيصل الوحيد هو الثمر والثمر فقط وليس شيئا ٱخر.
ومع قرب نهاية العام نأمل من العلي القدير أن يجعلنا مثمرين، مقدسين، نافعين حتى نتمتع بصوت العفو والرحمه اتركها هذه السنه أيضا ولا نسمع صوت العدل إقطعها...