آراء و أقلام إنجيلية

راعـــوث

  • بقلم: أ. مريم فكري

راعوث هي شخصية ملهمة حباها الله بسفر بأسمها في العهد القديم من الكتاب المقدس.
أفرزت قصة راعوث لنا العديد من الدروس والقيم والعبر التي يمكن الإستفادة والتعلم منها وهي تتلخص في النقاط التالية :-
1. الوفاء والتضحية: راعوث كانت امرأة تتمتع بوفاء نادر الوجود وأيضا مضحية. عندما فقدت زوجها، رغم أنها كانت قد نشأت في بلاد مختلفة، إلا أنها قررت البقاء مع حماتها نعمي وفرغت نفسها لخدمتها والإهتمام بها.
2. الثقة في الله: رغم التحديات التي واجهتها، إلا أن ثقتها في الله ورعايته لها لم تتزعزع حتى أنها عندما ذهبت للعمل في حقل الحصاد، تحدثنا القصة عن كيفية توفيق الله لها وكيف أنها وجدت نعمة في عيون الحصادين. هذا يظهر أهمية الثقة في الله في المواقف الصعبة.
3. التحول والتطور: قصة راعوث تظهر التحول الشخصي والتطور. بدأت كإمرأة فاقدة للزوج والأمور تأتي إليها بشكل صعب، ولكن مع مرور الزمن وتغيير ظروفها، أظهرت قوة وإرادة كبيرة. يمكن أن يلهم ذلك الكثير منا على كيفية التحلي بالصبر في مواحهة التحديات.
4. الرعاية والتكامل الاجتماعي: عندما دخلت راعوث في علاقة مع بوعز، الفلاح الأغنى والأكبر سناً، تظهر لنا أهمية الرعاية والتكامل الإجتماعي.فقد عكست تلك العلاقة كيف يمكن للرعاية والتفاهم أن تؤدي إلى حياة أفضل وأكثر إكتمالا.
5. الثمرة الإيجابية للقرارات الحكيمة: إتخاذ راعوث للقرارات الحكيمة والخطوات الصائبة في حياتها أدى إلى نتائج إيجابية، وقد رأينا في قرارها بالبقاء مع حماتها والعمل في الحقل ليس فقط أثمر عن توفير ما يتيح لها حياة كريمة فقط لها ولحماتها، ولكن أيضا أدى إلى تحقيق الرغبة في إحداث تغيير إيجابي في حياتها.
6- قوة الإرادة والعزيمة: راعوث تجسيد للعزيمة والقوة الداخلية في مواجهة التحديات. على الرغم من معاناتها وفقدانها للزوج، إلا أنها أظهرت إرادة قوية للتغلب على الصعوبات وبناء حياة جديدة.
7- التسامح والشفقة: علاقتها مع حماتها نعومي تبرز التسامح والشفقة. وإستقبال راعوث لها كأبنة ورعايتها لها تعكس قيم التسامح والشفقة في تعاملنا مع الآخرين، حتى في أوقات الضيق.
8- البحث عن الفرص في الصعوبات: في مواجهة الظروف الصعبة، استطاعت راعوث العثور على فرصة عمل في حقل الحصاد ليس فقط كان وسيلة لتأمين لقمة العيش لها ولكن أيضًا كانت فرصة للتفاعل مع المجتمع وبناء علاقات جديدة.
9- الشجاعة في مواجهة التغيير: قرار راعوث بتغيير وضعها الإجتماعي والعائلي يظهر شجاعتها. وإستعدادها لتحمل المخاطر من أجل تحقيق التحسين في حياتها بما يمثل درساً في الشجاعة وقدرة التكيف.
10- الاستقلالية والقدرة و الإعتماد على الذات: على الرغم من الصعوبات، أستطاعت راعوث تحقيق استقلالها الشخصي والاعتماد على نفسها. هذا يبرز أهمية تنمية القدرة على الإعتماد على الذات وتحقيق الإستقلال المالي والشخصي.
باختصار، تقدم شخصية راعوث في الكتاب المقدس العديد من الدروس القيمة حول الإرادة، والثقة في الله، والتسامح، والشجاعة، والقدرة على الاعتماد على الذات، والوفاء ، والتحول الشخصي، وأهمية الرعاية الاجتماعية، والتأثير الإيجابي لاتخاذ القرارات الحكيمة،مما يجعل من قصتها مصدرا لإلهام للكثيرين منا في مختلف جوانب الحياة.