آراء و أقلام إنجيلية

بنات صلفحاد

  • بقلم: أ. مارسيل فؤاد

"بنات صلفحاد "حرص الوحي المقدس على ذكر اسمائهن الخمس" مَحْلَةُ وَنُوعَةُ وَحُجْلَةُ وَمِلْكَةُ وَتِرْصَةُ"
(عد 26:33) ، ولكل أسم منهن معنى.. مَحْلَةُ ومعناه رقيقة ،نُوعَةُ معناها عذبة الحديث،حُجْلَةُ ومعناه شفوقة الطبع ،مِلْكَةُ ومعناها حكيمة في أقوالها،تِرْصَةُ ومعناها مسرة. ونحن نحتاج هذه الصفات فى خدمتنا نحتاج أن نكون لطفاء ونتحدث بشفافية وحكمة وسلطان ونبتسم بمحبة والأهم هو الوحدة فى الرأى. لقد تركهم أبوهم بلا أخ أو زوج ومات فى البرية فى الرحلة من مصر إلى كنعان ، وهنا يجب توضيح معلومة هامة وهى أن العهد القديم كان يمنح البنات ميراث وليس كما هو شائع أن البنات لا ترث فى شريعة موسى ، ولكن كان لهم الحق فى الإنتفاع فقط وليس التملك أى نسبة من الأرباح ،وليس حق إدارة الميراث ، وهذا كان بهدف أن لا يتسع سبط وينكمش الأخر لذلك كانت الأرض لا تباع وأن تم بيعها ترجع فى سنة اليوبيل (لا25) فلم تكن تنقل من سبط لسبط . تميز بنات صلفحاد ببعض السمات والتي تتلخص في التالي:-
أولاً : الثقة والإيمان - ولنقارن بين مواقف عدم إيمان الشعب فى العديد من المواقف التى شككوا فيها فى دخولهم الأرض وبين ثقة بنات صلفحاد فى ذلك وطلبهن أن يكون لهن نصيب وثقتهم فى الإمتلاك. لأن إيمانهم بقيمتهم وبنوتهم عظيمة وحقهم فى إدارة الميراث كالأبناء الذكور وكن يؤمن بقدرتهن على العمل فى الأرض والعيش بحرية وكرامة . كان لديهن ثقة بحقهن فى الميراث حتى ولم يحاربن كالرجال فهن يؤمنن أنهن أجتزن حروب روحية وأنتصرن فيها ويستحقن عن جدارة الميراث.
ثانيا : التقدم والمواجهة – يقول الكتاب عن هؤلاء البنات (عد27 :1 -2)" فَتَقَدَّمَتْ بَنَاتُ صَلُفْحَادَ ...وَوَقَفْنَ أَمَامَ مُوسَى وَأَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ وَأَمَامَ الرُّؤَسَاءِ وَكُلِّ الْجَمَاعَةِ لَدَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ قَائِلاَتٍ ..." الإيمان الحقيقى بيكون شجاع لمواجهة الكل وأعظم السلطات،إمتلكن بنات صلفحاد الثقة التى جعلتهن يتقدمن ويواحهن مثلما قال الكتاب عن النِّسَاءُ الْقِدِّيسَاتُ "فَإِنَّهُ هكَذَا كَانَتْ قَدِيمًا النِّسَاءُ الْقِدِّيسَاتُ أَيْضًا الْمُتَوَكِّلاَتُ عَلَى اللهِ .... صَانِعَاتٍ خَيْرًا، وَغَيْرَ خَائِفَاتٍ خَوْفًا الْبَتَّةَ" (1بط 3 :6).
ثالثا :السؤال والحكمة - لماذا يُحذف اسم أبينا مِنْ بين عشيرته لأنه ليس له أبن. أعطنا مُلكاً بين إخوة أبينا. فقدم موسى دعواهن أمام الرب(عد27: 4،5)، وتطالب وتتسأل بكل منطق عن حقها ولم يتركن الإمتياز الإلهي الذي أعطته لهن الخدمة الإلهية، وبكل جرأة طلبن ميراث أبيهن، «فإن كنا أولاداً فإننا ورثة أيضاً، ورثة الله ووارثون مع المسيح» (رو8: 17)، وعندما سمع موسى طلبهن لم يرفض بل كخادم أمين قدم موسى دعواهن أمام الرب ،وحقاً صدق الله فى وعده (مت 7 :7-8 ) «اِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ، وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ. وكانت المكافأة علانية على مرأى من كل الجماعة لهؤلاء الأبطال ولكل من يرفض أن يسلم لو قيد شعرة من الميراث الإلهي المعطى له من الله.
رابعا :الإصرار والامتلاك - إصرار بنات صلفحاد على الحصول على نصيبهن ، كان بركة هذا حصولهن على قانون جديد للميراث قال الرب لموسى "بِحَقّ تَكَلَّمَتْ بَنَاتُ صَلُفْحَادَ فَتُعْطِيهِنَّ مُلْكَ نَصِيبٍ بَيْنَ إِخْوَةِ أَبِيهنَّ وَتَنْقُلُ نَصِيبَ أَبِيهِنَّ إِلَيْهِنَّ" (ع 7) وبذلك إنتصرت بنات صلفحاد.
خامسا: العمل والمسؤلية - حافظت بنات صلفحاد على أرض سبط منسى إذ صرن نساء لبني أعمامهن (ص 36: 10- 12) ،ولكن رد الله كان أكبر من مجرد إنصاف بنات صلفحاد بل جعل هذا فريضة لكل شعب إسرائيل "كما أمر الرب موسى كذلك فعلت بنات صلفحاد"
سادسا : البركة والشهادة - هن لم يبحثن عن راحتهن، بل كان يهمهن ألا يحذف أسم أبيهن من بين عشيرته. والأرجح إننا ما كنا سنسمع عن صلفحاد هذا لو كان عنده أبناء ذكور. لكن هذا الرجل عن طريق بناته دخل التاريخ وصار مشهوراً.
سابعا : التأييد الإلهى " أيُما رجل مات وليس له ابن تنقلون مُلكه إلى أبنته " (عدد2) بسبب شجاعة بنات صلفحات كانوا سبب فى تغير قانون الميراث وحاربوا عن كل بنات الشعب . حقا كما وصفهم المرنم في (مزمور ۱٤٤: ۱۲) "بَنَاتُنَا كَأَعْمِدَةِ الزَّوَايَا مَنْحُوتَاتٍ حَسَبَ بِنَاءِ هَيْكَل". "فَصَارَتْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ فَرِيضَةَ قَضَاءٍ، كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى"
(عد 27 : 11) قال أحد الأفاضل إن إرث بنات صلفحاد رمز إلى أنه في المسيح الكل سواء
«لا ذكر ولا أنثى» وإن النساء وارثات لكنعان السماوي كالرجال (غلاطية 3: 28 و29) ،يشبهم الكثير من مفسرين الكتاب المقدس بالخمس عذارى الحكيمات فى العهد الجديد حيث كانت الأراضى تقسم فقط على الأسباط وعلى الأبناء الذكور أى من لهم الصفة العائلية ويقدمون الخدمة الحربية، والهدف لم يقدم صلفحاد جندياً واحداً للحرب حيث لم يكن له ولد لكن بنات صلفحاد كانت تطلب عكس ذلك فهن طالبن بحق الأدارة وليس الأنتفاع فقط وقد أوحى إليه الرب أن يعطيهن نصيباً وميراثاً ، ثم أصبح تشريعاً بسببهن فى بنى إسرائيل فقال موسى أيما مات رجل وليس له ابن تنقل أملاكه إلى أبنته حيث هذا التشريع يتطلب إلهاماً وقرارا إلهياً حيث لم يكن من الممكن التعامل معها تحت التشريع لذلك ففى هذا الموقف يتم إتخاذ قرار وتفعيل قوانين تعطى البنات الحق في الميراث في غياب أى وريث من الذكور.