آراء و أقلام إنجيلية

إستناره الذهن والعمي الروحي

  • بقلم: ق. جرجس كامل


في أفسس ١ : ١٨ يقول الكتاب مُسْتَنِيرَةً عُيُونُ أَذْهَانِكُمْ، لِتَعْلَمُوا مَا هُوَ رَجَاءُ دَعْوَتِهِ، وَمَا هُوَ غِنَى مَجْدِ مِيرَاثِهِ فِي الْقِدِّيسِينَ،ومُسْتَنِيرَةً عُيُونُ أَذْهَانِكُمْ إن العقل يحصل على معرفة العالم المادي بعيون الأجساد
فاستعيرت هنا للأذهان كأن للأذهان لها عيوناً ترى بها الحقائق الروحية الأدبية وأشار إليها المسيح بقوله
في متّى 6: 23 «وَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظْلِماً، فَإِنْ كَانَ ٱلنُّورُ ٱلَّذِي فِيكَ ظَلاَماً فَٱلظَّلاَمُ كَمْ يَكُونُ» إن قبول معرفتنا لله يأخذنا الى الإنارة الروحية لأن الخطيئة غشيت الأذهان فأظلمت والشيطان أعمى البصائر
+ الشيطان اعمي البصائر فعل فاعل
+ العمي الروحي
هو نتيجه دخول الخطيه و البعد عن الله
في كورنثوس الثانية ٤ : ٤ الَّذِينَ فِيهِمْ إِلهُ هذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ.

في العمي الروحي
- الانسان لا يستطيع ان يري الله
- ولا يستطيع ان يميز و يسمع صوت الله
- وبالتالي لا يستطيع ان ينفذ وصايا الله ولا يعمل بها
- ونظره الانسان المستنير ذهنيا بالروح تختلف عن نظره الانسان الطبيعي
كورنثوس الاولى ٢ : ١٤ وَلكِنَّ الإِنْسَانَ الطَّبِيعِيَّ لاَ يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ اللهِ لأَنَّهُ عِنْدَهُ جَهَالَةٌ، وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ لأَنَّهُ إِنَّمَا يُحْكَمُ فِيهِ رُوحِيًّا. ١٥وَأَمَّا الرُّوحِيُّ فَيَحْكُمُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَهُوَ لاَيُحْكَمُ فِيهِ مِنْ أَحَدٍ وروح الله القدوس يعرف المؤمنين أمور الله لكن الإنسان الطبيعي لا يقبلها.

ومن هو الإنسان الطبيعي؟

هو الإنسان بحسب الطبيعة الذي قال عنه الرب يسوع في يوحنا ٣ : ٦ اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ، وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ وعكس الإنسان الطبيعي هو «الإنسان الروحي» الذي يقول عنه الرب يسوع «المولود من الروح هو روح»
والإنسان الطبيعي عقله مظلم لأن إله هذا الدهر أعمى بصيرته. وهو ميت يحتاج إلى حياة يحتاج إلى ولادة ثانية بالروح القدس يحتاج إلى ذهن جديد وقلب جديد وحياة جديدة.
قد يكون الإنسان الطبيعي مهذباً وظريفاً ومتعلماً وراقياً وذا أخلاق لكن لا يزال إنساناً طبيعياً.
ففي أمثال ٢٦ : ٢٥ إِذَا حَسَّنَ صَوْتَهُ فَلاَ تَأْتَمِنْهُ، لأَنَّ فِي قَلْبِهِ سَبْعَ رَجَاسَاتٍ. قد يحسن صورته ويصبح إنساناً مصقولاً سوياً لكنه إنسان طبيعي. وقد يكون متديناً ومواظباً على الطقوس والفرائض وحضور الاجتماعات ومتمماً للواجبات الدينية، لكن لا يزال إنساناً طبيعياً فلا فائدة. هذا ما قاله الرب لنيقوديموس في يوحنا ٣ : ٧ لاَ تَتَعَجَّبْ أَنِّي قُلْتُ لَكَ: يَنْبَغِي أَنْ تُولَدُوا مِنْ فَوْقُ.
الإنسان الطبيعي ليس فقط لا يعرف أمور الله لكن الأردأ من ذلك أنه لا يقبلها لأنه يفكر بعقله الطبيعي وليس عنده إيمان ويحكم على كل شيئ بما يراه بالحواس الجسدية وبالعقل الطبيعي،
ولا يقدر الإنسان الطبيعي أن يعرف «ما لروح الله». قال الرسول بولس في سفر رومية ٨ : ٨ فَالَّذِينَ هُمْ فِي الْجَسَدِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يُرْضُوا اللهَ
حتى إن حاولوا لا يقدرون. وغير ممكن أن ينتج الجسد شيئاً يرضي الله، إذ لا يقبل ما لروح الله لأن ليس عنده طاقة عقل وفهم وذهن يستوعب أمور الله. فأمور الله يحكم فيها روحياً بالروح القدس،
والإنسان الطبيعي ليس عنده الروح القدس فلا يقبلها ولا يقدر أن يعرفها لأن المؤهل الوحيد لفهم ومعرفة أمور الله هو الروح القدس ففي رومية ٨ : ٩ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَسْتُمْ فِي الْجَسَدِ بَلْ فِي الرُّوحِ، إِنْ كَانَ رُوحُ اللهِ سَاكِنًا فِيكُمْ. وَلكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَيْسَ لَهُ رُوحُ الْمَسِيحِ، فَذلِكَ لَيْسَ لَهُ.

أيضا الأعمي قصير البصر، فهذا النوع من العمى مشكله كبيره إذ يعتقد الإنسان في نفسه أنه يرى روحيا وفي الواقع لا يرى شيئا لذلك قال شخص المسيح المبارك
لوقا ١١ : ٣٥ اُنْظُرْ إِذًا لِئَلاَّ يَكُونَ النُّورُ الَّذِي فِيكَ ظُلْمَةً
وتكلم الرسول بطرس عن بعض الصفات والفضائل التي يجب ان تكون في المؤمن وهي لابد ان ينتج ايمانكم فضيله وفي الفضيله معرفه وفي المعرفه تعفف وفي التعفف صبرا وفي الصبر تقوى وفي التقوى موده وفي الموده محبه اخويه ثم يقول الكتاب في رسالة بطرس الثانية ١ : ٩ لأَنَّ الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ هذِهِ، هُوَ أَعْمَى قَصِيرُ الْبَصَرِ، قَدْ نَسِيَ تَطْهِيرَ خَطَايَاهُ السَّالِفَةِ، وأعمى قصير البصر وهو غير مؤمن أعمى لا يرى شيئاً فهو لا يرى نفسه ولا يرى الله كما يقول الروح لملاك كنيسة لاودكية في رؤيا يوحنا ٣ : ١٧ لأَنَّكَ تَقُولُ: إِنِّي أَنَا غَنِيٌّ وَقَدِ اسْتَغْنَيْتُ، وَلاَ حَاجَةَ لِي إِلَى شَيْءٍ، وَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّكَ أَنْتَ الشَّقِيُّ وَالْبَئِسُ وَفَقِيرٌ وَأَعْمَى وَعُرْيَانٌ. كما يقول الرسول بولس في غلاطية ٦ : ٣ لأَنَّهُ إِنْ ظَنَّ أَحَدٌ أَنَّهُ شَيْءٌ وَهُوَ لَيْسَ شَيْئًا، فَإِنَّهُ يَغُشُّ نَفْسَهُ، وتكلم ايضا الرب يسوع وقال عنهم في لوقا ٦ : ٣٩ وَضَرَبَ لَهُمْ مَثَلاً:"هَلْ يَقْدِرُ أَعْمَى أَنْ يَقُودَ أَعْمَى؟ أَمَا يَسْقُطُ الاثْنَانِ فِي حُفْرَةٍ؟
فالأعمى من السهل أن يدرك أنه لا يرى.
فالمشكله تكمن في من يدرك أنه يري وفي الحقيقه هو لا يرى يوحنا ٩ :٤٠ فَسَمِعَ هذَا الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ، وَقَالُوا لَهُ: «أَلَعَلَّنَا نَحْنُ أَيْضًا عُمْيَانٌ؟» وقد ورد في ٤١ عندما قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لَوْ كُنْتُمْ عُمْيَانًا لَمَا كَانَتْ لَكُمْ خَطِيَّةٌ. وَلكِنِ الآنَ تَقُولُونَ إِنَّنَا نُبْصِرُ، فَخَطِيَّتُكُمْ بَاقِيَةٌ. لذلك يجب ان ندرك ان الاستناره الروحيه تقودنا الى حياه المسيح فينا
ففي (١ يوحنا ٢: ٩-١١)
٩ مَنْ قَالَ: إِنَّهُ فِي النُّورِ وَهُوَ يُبْغِضُ أَخَاهُ، فَهُوَ إِلَى الآنَ فِي الظُّلْمَةِ.
١٠ مَنْ يُحِبُّ أَخَاهُ يَثْبُتُ فِي النُّورِ وَلَيْسَ فِيهِ عَثْرَةٌ.
١١ وَأَمَّا مَنْ يُبْغِضُ أَخَاهُ فَهُوَ فِي الظُّلْمَةِ، وَفِي الظُّلْمَةِ يَسْلُكُ، وَلاَ يَعْلَمُ أَيْنَ يَمْضِي، لأَنَّ الظُّلْمَةَ أَعْمَتْ عَيْنَيْهِ. دعوه الرب يسوع المسيح الى الاستناره والسلوك في النور التبعيه الحقيقيه
ففي يوحنا ٨ : ١٢ ثُمَّ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا قَائِلاً:"أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ".

أما المؤمن الحقيقي المستنير فله رؤيته تختلف كما ورد في (2 كو 4: 18) ونحن (المؤمنون) غير ناظرين إلى الأشياء التي تُرى بل إلى التي لا تُرى لأن التي تُرى وقتية وأما التي لا تُرى فأبدية" واهتمامه ايضا يختلف ففي كولوسى ٣ : ٢ اهْتَمُّوا بِمَا فَوْقُ لاَ بِمَا عَلَى الأَرْضِ لابد وأن يكون لنا طلبات وصلوات ويكشف الله عن عيني
ففي (المزامير ١١٩: ١٨) اكْشِفْ عَنْ عَيْنَيَّ فَأَرَى عَجَائِبَ مِنْ شَرِيعَتِكَ. وأيضا هو يفتح ذهني وقلبي وهذا ما يبينه لنا في لوقا ٢٤ : ٤٥ حِينَئِذٍ فَتَحَ ذِهْنَهُمْ لِيَفْهَمُوا الْكتب وفي أعمال الرسل ١٦ : ١٤ فَكَانَتْ تَسْمَعُ امْرَأَةٌ اسْمُهَا لِيدِيَّةُ، بَيَّاعَةُ أُرْجُوَانٍ مِنْ مَدِينَةِ ثَيَاتِيرَا، مُتَعَبِّدَةٌ للهِ، فَفَتَحَ الرَّبُّ قَلْبَهَا لِتُصْغِيَ إِلَى مَا كَانَ يَقُولُهُ بُولُسُ.
في النهاية صلاتي أن تستنير عيون الأذهان وينطلق الإنسان إلى الآفاق الروحيه فيرى أمور الله ويعمل بوصايا الله ويتمم مشيئه الله أيضا مستنيره عيون اذهانكم.