آراء و أقلام إنجيلية

نساء الصليب(2) ... مريم أم يوحنا & زوجة بيلاطس

  • بقلم: أ. مارسيل فؤاد

نستكمل عزيزى القارئ الشخصيات النسائية التي ظهرت في رحلة الصليب والذي وصف حضورهم أحد المفسرين "هكذا عندما نتخيل محيط يسوع الذي كان ينتقل من مدينة لأخرى يجب أن نزيل من مخيلتنا الصحابة الرجالية الصرف فقد يكون عدد التلميذات النساء كعدد الرسل أو أكثر".

مريم أم يوحنا مرقس
------------------------------

"ثُمَّ جَاءَ وَهُوَ مُنْتَبِهٌ إِلَى بَيْتِ مَرْيَمَ أُمِّ يُوحَنَّا الْمُلَقَّبِ مَرْقُسَ، حَيْثُ كَانَ كَثِيرُونَ مُجْتَمِعِينَ وَهُمْ يُصَلُّونَ." (أع 12: 12)
من هي؟
هي امرأة من سبط كهنوتي وهو سبط لاوى،وأم كاتب إنجيل مرقس وأخت برنابا (كو 4: 10).
ومن أعظم الدروس التى نتعلمها أنها
قدوة لأسرتها فقد قدمت نموذج محب لخدام الرب حتى أن أبنها قام بخدمة الأعوان وقال عنه الرسول بولس أنه نافع له وللخدمة (٢تيموثاوس٤: ١١) ودعى الرسل بطرس مرقس أبنه (١بطرس٥: ١٣).
والأم بشكل عام في الكتاب المقدس لها دور جوهري في إيمان أولادها وقدرتها على زرع الإيمان في قلوب الأبناء ،وهذه حقيقة شهدت عنها صفحات الكتاب فنجد: حنة صاحبة أطول صلاة فى الكتاب المقدس تنجب رجل الصلاة صموئيل (١صم١: ١٠؛ ١٢: ٢٣)، وإيمان يوكابد الذى أثمر عن إيمان موسى الذى واجه فرعون وأخرج شعب الله من قبضته ،والمرنمة الواثقة النبية مريم (عب١١: ٢٣، ٢٤)، وأم شمشون صاحبة المعرفة الروحية التي قامَت بتطمين زوجها بأن الله لا يمكن أن يميتهم وأيضاً منعها من شرب أى خمر وذلك للاشارة لتأثير الأم على الجنين من الرحم (قض 13: 22) ، وأفنيكي ثمر إيمانها عديم الرياء وصل إلى تيموثاوس(2تى 1: 5)، وإيمان الجدة يصل للأحفاد مثل لوئيس.
بيتها كــنيسة: ينطبق عليها قول يشوع "وَأَمَّا أَنَا وَبَيْتِي فَنَعْبُدُ الرَّبَّ"، بيتها أول كنيسة فى أورشليم. العلية التي صنع الرب فيها الفصح الأخير وغسل أرجل تلاميذه ودخل عليهم فيها المسيح والأبواب مغلقة بعد القيامة (يو20: 19)، وحل الروح القدس على التلاميذ كألسنة من نار (أع2)، وهرب بطرس إليه(ابط 5: 13)، فتحت بيتها رغم الإضطهاد الشديد في ذلك الوقت لأتباع المسيح ولم تخف.
ولا عجب أن تكون أول كنيسة فى أورشليم هو بيت إمرأة تلميذة وهى مريم أم مرقس وأول كنيسة فى أوروبا هو بيت ليديا بائعة الأرجوان فدائماً النساء هم الرائدات فى قصة يسوع.

زوجة بيلاطس
--------------------

" وَإِذْ كَانَ جَالِسًا عَلَى كُرْسِيِّ الْوِلاَيَةِ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِ امْرَأَتُهُ قَائِلَةً: "إِيَّاكَ وَذلِكَ الْبَارَّ، لأَنِّي تَأَلَّمْتُ الْيَوْمَ كَثِيرًا فِي حُلْمٍ مِنْ أَجْلِهِ" (مت 27 :19).
من هي؟
زوجة بيلاطس التي قاطعت محاكمة المسيح وشهدت عنه شهادة حق بكل شجاعة الأمر الذي جعل زوجها بيلاطس يحاول تبرئته ويعترف بأنه بار أمام الجميع «إِنِّي بَرِيءٌ مِنْ دَمِ هَذَا الْبَارِّ. أَبْصِرُوا أَنْتُمْ».
ومن أعظم الدروس التى نتعلمها:
الدفاع عن المظلومين:
وهي صفة إلهية يجب ان تكون في أبناء الله حيث قيل عن الله في (مز ۱۰۳: ٦) "اَلرَّبُّ مُجْرِي الْعَدْلِ وَالْقَضَاءِ لِجَمِيعِ الْمَظْلُومِينَ". فحذرت بيلاطس بكل شجاعة من صلب المسيح لأنه بار ومن الواضح أنها كانت تشاركه المشورة وليس أكثر في قراراته القضائية وهو يتلقي مشورتها بكل جدية، لأنها كانت أمراة حكيمة وتقية فهي حقاً إناء شفاف استخدمه الله لينذر بيلاطس فلا يكون له عذراً. يقول الكتاب في (أم ۱٤: ۲٥) "اَلشَّاهِدُ الأَمِينُ مُنَجِّي النُّفُوسِ" والمسيح أيضا قال عنه بولس الشاهد الأمين.
هذه المرأة شهدت شهادة حق عن المسيح أمام بيلاطس الملك بينما بطرس التلميذ الذى رافق المسيح عن قرب أنكر معرفته أمام جارية وعبد.
رسالتى لخادمات الرب عندما يشهد الرب بنفسه فى قصة الصليب أنكِ عظيمة فى إيمانك، شُجاعة فى رسالتك، صادقة فى دوافعك، ثقى يا أبنة فأنكِ مؤهلة وقادرة دائماً لقيادة شعبه.