زينة المرأة.. مفهوم لباس الحشمة
8/12/2024 12:00:00 AM
قال اوزوالد تشامبرز "إن إهمال هندامنا أو ثيابنا، هو في الواقع، إهانة للروح القدس. ينبغي للمؤمن أن يرتدي ثيابًا نظيفة، مكويّة، وفي حالة جيدة، ومقاسها مناسب".
لدى البعض منا وجهة نظر سلبية من تزيُّن النساء متذرعين بحجج دينية. للدرجة أن هؤلاء البعض تصل وجهة نظرهم إلى حد التطرف في زينة النساء. فالبعض يرفض إرتداء الحلي وأيضا إستخدام مستحضرات التجميل وقص الشعر، وحتى الثياب الزاهية الألوان.
والسؤال هل تخفي المرأة المسيحية جمالها أم يمكنها تجميل مظهرها الخارجي؟
تتناول بعض الآيات في الكتاب المقدس موضوع زينة النساء بشكل مباشر:
اولاً: (1تيمو2 :9) «وَكَذلِكَ أَنَّ النِّسَاءَ يُزَيِّنَّ ذَوَاتِهِنَّ بِلِبَاسِ الْحِشْمَةِ، مَعَ وَرَعٍ وَتَعَقُّل، لاَ بِضَفَائِرَ أَوْ ذَهَبٍ أَوْ لآلِئَ أَوْ مَلاَبِسَ كَثِيرَةِ الثَّمَنِ،».
ثانياً: (1بط 3: 3، 4)." وَلاَ تَكُنْ زِينَتُكُنَّ الزِّينَةَ الْخَارِجِيَّةَ، مِنْ ضَفْرِ الشَّعْرِ وَالتَّحَلِّي بِالذَّهَبِ وَلِبْسِ الثِّيَابِ، بَلْ إِنْسَانَ الْقَلْبِ الْخَفِيَّ فِي الْعَدِيمَةِ الْفَسَادِ، زِينَةَ الرُّوحِ الْوَدِيعِ الْهَادِئِ، الَّذِي هُوَ قُدَّامَ اللهِ كَثِيرُ الثَّمَنِ "
النص لم ينفى الزينة الخارجية المعتدلة عن المرأة بل يؤكد أن هناك جمال اَخر تهمله النساء وهذا غالباً بسبب النظرة الضيقة التي ينظرها معظم الرجال للنساء وهي الجمال الخارجي مما دفع النساء في المبالغة في مظهرهم الخارجي.
فأراد الرسول أن يوجه نظرهم إلى جمال العقل أيضاً فكانت النساء تهتم بشكلها الخارجي على حساب عقلها.
هذا غير أن ضفر الشعر الأن تقوم به كل البنات في المدرسة فهذا اختلاف مجتمع وزمان.
ولكن نحن نرفض أن تفرض على النساء ملابس بشكل والوان معينة تربطهم بالحزن ليحترمهم المجتمع كالملابس السوداء التي تفرض على الأرامل بينما لا تفرض على الرجل الأرمل مثلاً
(2صم2:14) " فَأَرْسَلَ يُوآبُ إِلَى تَقُوعَ وَأَخَذَ مِنْ هُنَاكَ امْرَأَةً حَكِيمَةً وَقَالَ لَهَا: «تَظَاهَرِي بِالْحُزْنِ، وَالْبَسِي ثِيَابَ الْحُزْنِ، وَلاَ تَدَّهِنِي بِزَيْتٍ، بَلْ كُونِي كَامْرَأَةٍ لَهَا أَيَّامٌ كَثِيرَةٌ وَهِيَ تَنُوحُ عَلَى مَيْتٍ. "
الخلاصة عدم إهتمام المرأة بنفسها إشارة للحزن والنوح على ميت وبالتأكيد الله لا يردنا هكذا بل نكون فرحين وبالتأكيد الفرح يظهر على المظهر الخارجي.
غير أن كلمة الله واضحة في هذا الأمر بأنه لا يوجد خطأ في إستخدام الحُلي والماكياج أو ضفر الشعر طالما تم بشكل محتشم، فلا يجب أن تكون المرأة مأخوذة بمظهرها الخارجي بحيث تهمل حياتها الروحية الداخلية. فالكتاب المقدس يركز على القلب. إذا كانت المرأة تقضي الكثير من الوقت والمال على مظهرها فإن المشكلة هنا تكمن في أن أولوياتها مرتبة ترتيباً خاطئاً. وتكون الحلي والثياب الغالية الثمن هما نتيجة هذه المشكلة وليست هي المشكلة في حد ذاتها.
لكنّ البعض يحاجّون أن هذين العددين يذكران أن زينة النساء لا تكون «بضفر الشعر أو بالذهب أو اللآلئ أو الثياب الغالية جداً، بل بالأعمال الصالحة، أي بما يليق بنساء يقلن انهن ورعات».
في هذين العددين لم يكن بولس يدين بعض أشكال الزينة، بل كان يحض النساء أن يهتممن بشكل رئيسي بالصفات المسيحية والأعمال الصالحة وتنمية عقلهم.
كتب الرسول بولس: «فَلاَ نُحَاكِمْ أَيْضًا بَعْضُنَا بَعْضًا، بَلْ بِالْحَرِيِّ احْكُمُوا بِهذَا: أَنْ لاَ يُوضَعَ لِلأَخِ مَصْدَمَةٌ أَوْ مَعْثَرَةٌ». (رو ١٤:١٣)
فكيف ينطبق ذلك على الزينة التي نختارها؟
حثنا الرسول بولس في البداية ألّا ‹ندين بعضنا بعضا›. وأضاف أنه يجب أن نحذر من ‹وضع معثرة أمام أخ›. فقد تختلف المقاييس من بلد إلى آخري ومن حضارة إلى أخرى
فما قد يكون مقبولاً في زمان أو مكان معيّن قد لا يكون مقبولاً في زمان أو مكان آخر، لذلك يجب أن ننتبه لئلا نضع معثرة أمام الآخرين أو نسيء إليهم بالتزيّن بطريقة يعتبرها مجتمعنا ذات صلة بنمط حياة غير مقبول. فعلى المرأة والرجل معا هذه المسؤولية.
فيجب على الإنسان المؤمن أن يسأل نفسه: - ‹ وهل تحرج الثياب التي أرتديها الآخرين في الجماعة أو تربكهم أو تُخجلهم؟ ›.
فالمسيحية لا تنظر للرجل على أنه طفل غير متحكم في غرائزه ولا تنظر للمرأة على أن جسدها أداة جنسية لذلك لم يوجه المسيح أي لوم لأي امرأة طول حياته على ملابسها ولم يضع مقايس للملبس بل العكس تماماً حمل الرجل مسؤولية نظراته الغير منضبطة لأي امرأة
(مت 5 :28)"وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ."
وهنا يتحدث عن مَنْ يَنْظُرُ نظر متعمداً بقصدٍ شرير طاعةً للعواطف الشهوانية، لا النظر بالصدفة إنّ الخطية تبدأ في الفكر، فإن كنّا نغذيها، فسنرتكب الفعل في النهاية
وهناك نصوص تمدح في المرأة زينتها منها ما هو التالي :-
1- مكتوب عن المرأة الفاضلة تَعْمَلُ لِنَفْسِهَا مُوَشَّيَاتٍ. لِبْسُهَا بُوصٌ وَأُرْجُوانٌ. (أم23:31) أى أنها تهتم بمظهرها متألقة وليست مهملة في نفسها، وهذا بالتأكيد لا يحدث مع امرأة مضغوطة ومستعبدة.
2- مكتوب عن صف ابيجايل " وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ جَيِّدَةَ الْفَهْمِ وَجَمِيلَةَ الصُّورَةِ" (1صم3:25) وأيضاً وصفه للنساء بالحكمة
3- كما أنها تهتم أيضاً بجمال عقلها فهي مبدعة ومتطورة وغير تقليدية فالمرأة الغير مثقفة والغير مؤثره هي قبيحة.
4- عندما وصف الله البركات التي منحها لأورشليم، تحدث عن هذه المدينة كما لو انها امرأة متزينة وهذه الحُلي المجازية شملت اساور وقلادة وقرطَين
5- تشبّه الأسفار المقدسة بطريقة ايجابية الحُلي الذهبية بـ "الموبِّخ الحكيم" الذي تلقى كلماته اذنا سامعة (امثال ٢٥:١، ١٢)
وبما أن الاسفار المقدسة تستخدم الحُلي في هذه المقارنات للدلالة على امر ايجابي، فمن المنطقي الاستنتاج أن الله لا يعارض أن تتزين المرأة لتحسّن مظهرها.
6- يشبه الله أيامه الجميلة مع شعبة بحلى المرأة (ار 2: 32)"هَلْ تَنْسَى عَذْرَاءُ زِينَتَهَا، أَوْ عَرُوسٌ مَنَاطِقَهَا؟ أَمَّا شَعْبِي فَقَدْ نَسِيَنِي أَيَّامًا بِلاَ عَدَدٍ."
في النهاية الملابس ليس لها وظيفة أخلاقية بل هي تغطية للجسم تناسب الطقس والمناسبة والمكان.