آراء و أقلام إنجيلية

التخطيط حسب الفكر الكتاب

  • بقلم: أ. مارسيل فؤاد

هل التخطيط للحياة ضد مشيئة الله؟ أو هل يعتبر عدم ثقة في الرب؟ للأسف تفهم فضيلة الأتكال على الله، بتغيب الدور الإنساني حتى يصبح التواكل الطفولي الغير مسؤول والسلبي هو إرادة الله لنا، من خلال هذا المقال سوف أطرح التخطيط للحياة في ضوء كلمة الله.
تأكد كلمة الله على التخطيط والترتيب (1 كو 14: 40)"ليكن كل شيء بلياقة وبحسب ترتيب"
ويعتمد التخطيط على خمس مبادئ هامة وهي كالتالي: -
1- مبدأ حساب النفقة (لو14: 28-32)
هذا مبدأ كتابي يؤكد على ضرورة حساب التكلفة وتحديد الهدف حتى يكمل العمل فحساب النفقة مبدأ يصلح للحياة بشكل عام مثل قرار فتح مشروع أو سفر أو زواج أو إنجاب والحياة الروحية بشكل خاص مثل إنسان يقرر تسليم نفسه للمسيح في حماسة عاطفية أثناء حملة انتعاشيه، ولا يدرك ما المطلوب منه لكي يعيش هذه الحياة من امانة وعطاء ونجاح.
2- مبدأ الأعتراف بنقاط الضعف (أم30 :24-28)
في هذا الجزء الكتابي يتكلم عن النمل كطائفة غير قوية أي لا يستطيع مواجهة التغير المناخي الذي يحدث في الشتاء فقررت الأعتراف بهذا الضعف والتفكير في حل وهو أن يعد طعامه في الصيف بكمية كبيرة ليذخرها في فترة الشتاء وكذلك الوبار طائفة ضعيفة في الدفاع عن نفسها ولكنها تضع بيوتها في الصخر وايضاً الجراد ليس له ملك أو قائد ولكنه يخرج كله فرقا.
3- كون إيجابي (عد 13: 26 -33)
الشخص السلبي: وهم دائماً الفئة الأكبر حيثوا قالوا لا نقدر ان نصعد الى الشعب لأنهم اشد منا. قائلين الأرض التي مررنا فيها لتجسسها هي أرض تأكل سكانها. وجميع الشعب الذي رأينا فيها اناس طوال القامة، وقد رأينا هناك الجبابرة بني عناق من الجبابرة. فكنا في اعيننا كالجراد وهكذا كنا في اعينهم وكما يقول الكتاب في (ام 23: 7)" لأَنَّهُ كَمَا شَعَرَ فِي نَفْسِهِ هكَذَا هُوَ".
النتيجة >>> فأشاعوا مذمة الارض، فالجماعة كلها إيمانها أهتز أيضًا وانحط الجميع لليأس
أما الشخص الإيجابي: قال " «إِنَّنَا نَصْعَدُ وَنَمْتَلِكُهَا لأَنَّنَا قَادِرُونَ عَلَيْهَا»." تكلم إلى كل جماعة بني اسرائيل قائلين الارض التي مررنا فيها لتجسسها أرض جيدة جدا. أن سر بنا الرب يدخلنا إلى لهذه الارض ويعطينا اياها ارضا تفيض لبنا وعسلا. انما لا تتمردوا على الرب ولا تخافوا من شعب الارض لأنهم خبزنا.
النتيجة >>> امتلاك الأرض لذلك كون شخص إيجابى ومجتهد
4- اعمل دورك (نح 2 :20)، (أم 21 :31)
كل معجزات المسيح كان تقوم بعد أن يقوم الأنسان بدوره ومن هذه المعجزات
- معجزة العازر (يو 11: 39) قال يسوع: «ارفعوا الحجر!».
- معجزة اشباع الجموع (مر 6: 41) قدموا السمكتين والخمسة ارغفه
- معجزة الأعمى وقال له (يو9 :6) «اذهب اغتسل في بركة سلوام»
وكل الكتاب يؤكد على الدور الأنسانى
(أم 12 :27)"الرَّخَاوَةُ لاَ تَمْسِكُ صَيْدًا، أَمَّا ثَرْوَةُ الإِنْسَانِ الْكَرِيمَةُ فَهِيَ الاجْتِهَادُ"
(نح 2 :20)"إِنَّ إِلهَ السَّمَاءِ يُعْطِينَا النَّجَاحَ، وَنَحْنُ عَبِيدُهُ نَقُومُ وَنَبْنِي "فلابد من الاجتهاد
(ام 21: ۳۱) "َلْفَرَسُ مُعَدٌّ لِيَوْمِ الْحَرْبِ، أَمَّا النُّصْرَةُ فَمِنَ الرَّبِّ"
كانت الفرس أكثر الأسحة فاعلية في الحرب فكان دور الأنسان تدريبها وإعدادها للمعركة
5-اختر اصدقاءك (جا4:9)
(الجامعة ٤: ۹) "اِثْنَانِ خَيْرٌ مِنْ وَاحِدٍ، لأَنَّ لَهُمَا أُجْرَةً لِتَعَبِهِمَا صَالِحَةً" وايضاً من المقولات المأثورة "قل لي من أصدقاؤك، أخبرك عن مستقبلك" ومن أعظم الصدقات في الكتاب المقدس
صداقة داود ويوناثان الذي ساند صديقه بالرغم من مطاردة شاول لداود ومحاولات قتله. تجد هذه القصة في صموئيل الأول الأصحاحات 18 إلى 20.
يقول الفاضل الدكتور زكي في أحدي المؤتمرات عن القيادة والذي تحدث فيها عن الدروس المستفادة من قصة يوسف قال: - "النجاح لا يأتي صدفة، بل هو نتاج العمل الجاد والإصرار. أود أن أراكم تستثمرون كل فرصة تعلمكم لتصبحوا قادة في مجالاتكم،
وتساهموا بفعالية في تطوير مجتمعاتكم "وهذا ما تؤيده كلمة الله بقوة (أم21 :5)" أَفْكَارُ الْمُجْتَهِدِ إِنَّمَا هِيَ لِلْخِصْبِ، وَكُلُّ عَجُول إِنَّمَا هُوَ لِلْعَوَزِ." حيث أفْكَارُ ٱلْمُجْتَهِدِ إِنَّمَا هِيَ لِلْخِصْبِ: عندما يجتمع التخطيط الحسن مع العمل الدؤوب، فسيكون الحصاد وفيرًا. وَكُلُّ عَجُولٍ أي متسرع إِنَّمَا هُوَ لِلْعَوَزِ: سيجد الشخص الذي يتجنب العمل، ويبحث عن طرق مختصرة أو سهلة لإنجاز الأمور فشلًا بدلًا من الوفرة والخصب. فسيؤدي طريقه بشكل مؤكد إلى الفقر.