الأغلى. ويمتلكه الجميع !
12/9/2024 12:00:00 AM
نعم أنه الأغلى. في هذا الوجود. فلا يوجد شيء في العالم يساويه في قيمته وأهميته، وهو الشيء الوحيد الذي يمتلكه جميع البشر، وبنفس المقدار في تساوي تام. منذ الولادة حتى الممات. بلا فرق بين غني وفقير أو كبير وصغير؛ فهو متاح للجميع بنفس المقدار. أنه "الوقت"، نعم وقت الحياة أهم شيء للإنسان في الحياة. لذا يجب الحرص عليه. في السطور التالية نتعرف عن وجهات نظر علماء ومفكرين في قيمة الوقت. فنقرأ: -
الوقت من ذهب إن لم تدركه ذهب
هذا مثل نتناقله قولاً دون إدراك حقيقي للمعنى الكامن فيه. فإننا في العادة نقدر قيمة الذهب كمادة في لمعان بريقه وقيمته المالية، وقد نتحسر كثيرًا لفقدانه وعدم امتلاكه. لكن من الغباء أن نتعامـل مع الوقت بنفس القدر من الأهمية التي نوليها للذهب، لأن الفارق في القيمة شاسع جدًا، ولا وجه للمقارنة بين ما يمكن تعويضه والذي بفقدانه تكون نهاية الحياة. فالذهب يُمتلك وخسارته يمكن تعويضها. لكن فقداننا للوقت لا يمكننا تعويضه. {وقت العمل هو الآن. انه لم يفت الأوان للقيام بشيء ما. كارل ساندبير}.
الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك
يا لها من كلمات بليغة تصف حدة الوقت؛ وكيفية تعامله في أيام حياتنا، ومعنى تقطعه أي "تستخدمه " بقوتك لصالح حياتك، لأنه في تعامله معنا لا يعرف الهوادة ولا المرونة. فهو جاد لا يعرف التأجيل أو التردد {يتحدث الرجال عن قتل الوقت، بينما يقتلهم الوقت بهدوء. ديون بوسيكولت}.
الوقت هو أكثر ما نحتاج، وأسوء ما نستخدم
الوقـت هـو الحـياة. فالكـثير من الناس يتطلعـون لثواني في الحياة. لكن كيف نتصرف في تلك الثواني؟، فكثيرًا ما نلهو بحياتنا، وننغمس في لذات هي مجرد ثواني!!، دون دراية لخطورة ذلك على مصيرنا الأبدي، تعلن كلمة الله:" أَنَّ هُتَافَ الأَشْرَارِ مِنْ قَرِيبٍ، وَفَرَحَ الْفَاجِرِ إِلَى لَحْظَةٍ!"(أي20: 5)، كلمات تصف عدم حكمة الكثيرين، وتصرفاتهم الرعناء في ملذات الحياة الفانية، دون تقدير لأهمية الوقت، ولا اعتبار لقيمته. {الوقت هو الحياة، لذلك أهدر وقتك وحياتك، أو تسيد وقتك وحياتك. آلان لاكين}.
الطبيب الأمريكي" تشارلز ريتشارد " يقول: {لا تنخدع بالتقويم. يوجد أيام في السنة حسب استخدامك لها. فيوجد شخص يستثمر ما قيمته أسبوع من السنة؛ في حين أن آخر يستثمر ما قيمته سنة كاملة من كل أسبوع}. في إشارة واضحة عن كيفية تقدير وقت حياتنا واستغلال كل فرصة.
يوم لم أتعلم فيه جديدًا، يوم ليس من عمري
بالحق هذه المقولة هزتني من الأعماق، فأخذت أتذكر كم يوم مر في سني حياتي دون أن أتعلم شيء؟، وكم يوم أنا تعلمت فيه شيء؟ فالعمر يقاس باليوم الذي هو "ثانية- دقيقة- ساعة"، وليس بالسنين. لكن بما صار لنا فيه. لذا في بلاغة يقدم موسى طلبه لله:" فَالآنَ إِنْ كُنْتُ قَدْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ فَعَلِّمْنِي طَرِيقَكَ حَتَّى أَعْرِفَكَ لِكَيْ أَجِدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ. وَانْظُرْ أَنَّ هذِهِ الأُمَّةَ شَعْبُكَ" (خر ٣٣: ١٣). فماذا تعلمنا حتى الآن في حياتنا؟ وماذا نطلب لكي نسير في طريق صحيح؟ أنقول مع داود:" طُرُقَكَ يَا رَبُّ عَرِّفْنِي. سُبُلَكَ عَلِّمْنِي" (مز ٢٥: ٤)، وبذلك نستطيع معرفة معنى التعلم في الحياة، وكم يومًا أنا وأنت عشنا فعلاً؟، هـل تحسب مثـلي؟ {إن توقفك عن التعلم لقلة الوقت يشبه؛ إيقاف ساعتك على أمل تثبيت الزمن. روجر فريتس}.
هل تدرك أن التحرر من خرافة عدم وجود وقت كافي، هي أولى المحطات التي ننطلق منها إلى حياة منظمة، واستغلال أمثل للوقت، والحياة بشكل عام؟
(لا أجد وقت) عذر ليس له أصل في الحياة. فالوقت ملك الشخص يستعمله كيفما شاء، ولكن لعدم تنظيم حياتنا جيدًا يضيع منا الوقت في أمور لا تعود علينا بالنفع، وعندما يسألنا البعض عن أمر هام لم ننجزه، يأتي عذرنا سريعًا للأسف لم أجد وقت. وقتي ضيق جدًا!، وكأنني أنا فقط تختلف معي ساعات اليوم!؛ عن أي شخص غيري قد انجز عمله في وقته. فالحقيقة أنني أنا من أضعت وقتي؛ فلم أجده عندما أردت أن أقوم بالعمل المطلوب مني {الذي يُسيء استخدام الوقت هو أول من يشتكي من قصره. جان دو لا برويار}.
ويمكن التعبير عن الخط الفاصل بين النجاح والفشل لحياة أي شخص في خمس كلمات:(أنا لم يكن لدي الوقت). لذلك يقرر البروفسير (اسحق بيتمان) ويقول: {الوقت المرتب جيدًا هو أضمن علامة على عقل مرتب بشكل جيد}. أي الإنسان استخدم وقته بطريقة صحيحة بناء على صحة تفكيره. ليتك تتذكر ما قرره فيلكس الوالي وهو يستمع لكلمات بولس الرسول: "وَبَيْنَمَا كَانَ يَتَكَلَّمُ عَنِ الْبِرِّ وَالتَّعَفُّفِ وَالدَّيْنُونَةِ الْعَتِيدَةِ أَنْ تَكُونَ، ارْتَعَبَ فِيلِكْسُ، وَأَجَابَ:" أَمَّا الآنَ فَاذْهَبْ، وَمَتَى حَصَلْتُ عَلَى وَقْتٍ أَسْتَدْعِيكَ"(أع24: 25). وقف مع نفسك لحظة. واجب هل جاءت فرصة أخرى لفيلكس؟!
افعل كل شيء في وقته، لأن فعل شيئين في وقت واحد سيؤدي إلى خسارة الشيئين معًا
من يُقـدِم على عـملين مختلفين في وقـت واحد فإنه قد أضاع وقته وعمله، لأنه لن يستطيع بأي حال من الأحوال إتقان العملين. فلابد أن عمل يحظى باهتمام أكثر. فيعطل الآخر، وهذا ينطبق عليه القول: {أن تفعل شيئين في الوقت نفسه. يعني ألا تفعل كليهما. سيرس}.
{الوقت عملة حياتك، وهي العملة الوحيدة التي تملكها، وأنت وحدك تستطيع أن تحدد كيف يمكن أن يُنـفَـق، فاحـرص دائمًا عـلى ألا تـدع آخـريـن ينفقـونـه بالنيابة عنك. كارل ساندبرغ}.
في الكثير من الأوقات نكون في جلسات أو مقابلات ليس لها فائدة على الإطلاق، وخاصة في حياة الخدام والرعاة، زيارة نقوم بها أو زائر يأتي إلينا في وقت غير مناسب، وغالبًا ما يكون المتحكم في الجلسة الآخرين وليس أنا، فهـم من يضـيعون وقتي هـباء. فلنتعلم كيف نقضي أوقاتنا فيما يفيد حياتنا. {من لا يحترم موعده لا يحترم نفسه. أناتول فرانس}.
الوقت أثمن من المال، يمكنك الحصـول على المزيد من المال، ولكن لا يمكنك الحصـول على المزيد من الوقت
الوقت لا يستطيع الإنسان أن يشتريه. لأن لا ثمن له. فهو (منحة إلهية). الطبيعي في الحياة أننا نقضي وقت في العمل لنحصل على المال نظير عملنا "فالوقت مصدر للمال"، ولكن المشكلة في حياة الكثيرين هي تحول المصدر إلى المستهلك (المُنفق عليه)، كيف؟!{الوقت يساوي المال. بنيامين فرانكلين}.
بل العجب وكل العجب! أنه في أوقات كثيرة يكون الفرد هو من ينفق على الوقت، وذلك في (سهرات وحفلات لا تليق). فتكون خسارة وقت ومال وبالتالي الحياة. {ما أكثر من يضيعون الوقت في جمع المال. ثم يضيعون المال في قتل الوقت. العالم جاليليو، نقرأ أيضًا هذه الكلمات: الزمن الذي نلهو به يلهو بنا. ليوناردو دافنشي}.
والجنرال الفرنسي الكبير (مارشال ليوتي) سأل يومًا بستاني له أن يزرع شجرة، واعترض البستاني قائلاً: إن الشجرة تنمو ببطء وإنها لم تصل إلى مرحلة النضج إلا بعد 100عام. فأجابه مارشال:(في هذه الحالة، ليس هناك وقت نضيعه، ازرع الشجرة اليوم!).
" بنجامين فرانكلين" يقول: {هل تحب الحياة؟ أذًا لا تهدر الوقت، لأنه هو الخامة المصنوع منها الحياة}. عندما يتكلم شخص له قـدر من العـلم والثقافـة، كما سـليمان الحكيم والملك فقد اختبر الحياة، فلنتأمل كلماته ونعتبر من تجارب حياته، ونرى كيف كان يقدر قيمة الوقت. يشجعنا سليمان الحكيم والملك على العمل فيقول:" كُلُّ مَا تَجِدُهُ يَدُكَ لِتَفْعَلَهُ فَافْعَلْهُ بِقُوَّتِكَ، لأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَمَل وَلاَ اخْتِرَاعٍ وَلاَ مَعْرِفَةٍ وَلاَ حِكْمَةٍ فِي الْهَاوِيَةِ الَّتِي أَنْتَ ذَاهِبٌ إِلَيْهَا"(جا9: 10).
وتقول الكاتبة الأمريكية (ماريان ويليامسون) أن {الله موجود في الأبدية. النقطة الوحيدة التي تلتقي الأبدية بالوقت هي الحاضر. الحاضر هو الوقت الوحيد المتاح}. فهل نعي ذلك ونحرص على الوقت في تصرفاتنا في الحياة؟