آراء و أقلام إنجيلية

نجم الميلاد

  • بقلم: د.ق. يوسف بخيت

لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِ هويرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ. (إشعياء ٩: ٦)
١ وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ، فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ، إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ ٢ قَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ».(متى ٢: ١، ٢)

كم من ممالك سقطت، وتيجان تدحرجت في السنوات القليلة الماضية في عالمنا العربي؟!
أما هذا الملك فلا نهاية لملكه.
لقد رأى المجوس نجم الملك واتواصل وسجدوا له ر وكما أن النجم له خمس أركان اساسية هذا ما نراه في نبوة إشعياء النبي ولنتامل في هذا النجم العظيم ومخلصنا يسوع المسيح لذلك دعي اسمه:
اولا: عجيبًا في تجسده.
سُمّي المسيح عجيبًا لأنه بالفعل عجيب. من مثله في العالم؟ لا يوجد له مثيل. شخص يولد في مذود حقير وفي وسط مجتمع مفعم بالظلم والظلام فإذا به ينير العالم! عندما أتى إلى الأرض لم يكن له مكان! ملك المجد يولد في المذود مع الحيوان، ثم يعيش ليُصلب ويُهان، لكي يفتدي ويبرر ويحرر الإنسان! نعم، لم يكن له مكان في أرضنا ليكون لنا مكان في سمائه. كما قيل: وُلد ابن الله في عائلة الإنسان لكي يولد الإنسان ثانية في عائلة الله! نزل إلى الأرض لكي نرتفع نحن إلى سماه! نعم، هو عجيب في ولادته، ومهده، وحياته، ومحبته، ولطفه، وطهارته! عجيب في شهادة الأنبياء عنه! عجيب في أزليته، ومماته وقيامته! مكتوب عنه في الكتاب أنه افتقر وهو غني لكي نستغني نحن بفقره! تعب لكي يريحنا! حزن وحمل أحزاننا لكي يفرحنا! جاع لكي نشبع! تألم وجرح لكي يداوي جراحنا! أليس هذا هو العجيب؟
حقا عجيبًا وغيّر التاريخ والإنسانية، وشطر التاريخ إلى نصفين: قبل الميلاد حيث الظلمة والظلام، وبعد الميلاد حيث النعمة والمحبة والرفق بالإنسان. كما قال أحدهم: اليوم وبعد ألفي عام وأكثر كل الجيوش التي زحفت، وكل الأساطيل التي أبحرت، وكل البرلمانات التي اجتمعت، وكل التيجان التي حكمت، لم تؤثر في حياة الإنسان كما فعل يسوع الذي عُرف بابن الإنسان! هذا هو العجيب المنير الذي ينير أعين الإنسان زيستطيع أن يحوّل حياتك إلى حياة جديدة. هل اختبرت هذه الحياة الجديدة في المسيح؟
ثانيا: مشيرا في تعليمه:
و قال الرب عن نفسه في (أمثال 14:8) "لي المشورة و الرأي. أنا الفهم لي القدرة". و في ( رو 33:11 ) نجد القول المبارك عن إلهنا "يا لعمق غنى الله وحكمته وعلمه.
ومكتوب عن هذا "المشير". إنه يقول: "أعلمك وأرشدك الطريق التي تسلكها. أنصحك. عيني عليك" (مزمور 8:32). ما أطيب هذا الملك الذي يتنازل لكي ينصح أولاده! هذه هي المسيحية الحقيقية التي فيها إرشاد الروح القدس وإرشاد المسيح لك. هو حي لكي يقودك إلى "مراعٍ خضر" وإلى "مياه الراحة". "الرب سائر أمامك. هو يكون معك. لايهملك ولايتركك. لا تخف ولا ترتعب"
والرب يسوع يخاطب ملاك كنيسة اللاودكيين "أشير عليك أن تشتري منى ذهباً مصفى بالنار لكي تستغني، و ثياباً بيضاً لكي تلبس" (رؤيا 18:3).
فلقد كانت حالة كنيسة اللاودكيين مكدرة للرب حتى انه مزمع أن يتقيأها من فمه لأن لهم صورة التقوى مع إنكار قوتها. فلم يكن الموقف محدداً؛ لا بارداً و لا حاراً، إذ إن هذه الكنيسة تنتسب إليه ولكن لا تبالي به و لا تعمل له حساباً. و لكن الرب في نعمته و محبته يقدم مشورته المقدسة لها موجهاً نظرها إليه وحده مصدر البر الإلهي و الغني، و يريد أن يعطيها القوة لحياة القداسة و البر العملي.
ومازال الرب في محبته و نعمته يوجه الدعوة الآن لكل شخص منتسب له اسمياً، متدين فقط بدون مصدر للقوة بداخله، أن يلجأ إليه تائباً معترفاً به رباً و سيداً على حياته.
صديقي العزيز ...أرجوك أن تؤمن إيمانا قلبياً بالفادي العظيم الذي مات لأجلك على الصليب فتمتلك الحياة الأبدية و يُصبح المسيح مُشيراً لك كل أيام حياتك. "و يقودك الرب على الدوام. و يشبع في الجدوب نفسك، و ينشط عظامك فتصير كجنة رياً و كنبع مياه لا تنقطع مياهه" (إشعياء 11:58).
ثالثا: الإله القدير في أعماله:
أعلن الله من خلال النبي إشعياء أن اسم المسيح سيكون «إلهاً قديراً». ذلك لأن المسيح أظهر فعلاً أنه الله القدير.
فأظهر قدرته على الطبيعة إذ مشى على الماء، وانتهر الريح فسكنت. وأظهر قدرته على سمك البحر، وأظهر قدرته على الأرواح النجسة فكان «بسلطان يأمر حتى الأرواح النجسة فتطيعه» (مرقس1: 27). وأظهر قدرته على شفاء أعتى الأمراض بكلمة أو بلمسة «وكل من لمسه شُفى» (مرقس6: 56).
وأيضاً أظهر قدرته على الموت - ملك الأهوال - إذ بكلمة أقام الميت (لوقا7: 22.14) وليس ذلك فقط بل أقام نفسه من بين الأموات (يوحنا2: 10،19: 17)
والكتاب المقدس يُعلن عن قدرة الرب يسوع التى ظهرت فى خلق العالم لأنه هو الخالق «كل شئ به كان وبغيره لم يكن شئ مما كان» (يوحنا1: 3).
وفى حفظ الكون «الحامل لكل الأشياء بكلمة قدرته» (عب1: 3). وفى الخلاص «فمن ثم يقدر أن يخلِّص أيضاً إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله» (عب7: 25) ماأعظمك يارب يسوع، فأنت الله القدير.
هل تؤمن به وتسلِّم له حياتك؟.
هل تخضع له؟.
هل تلجأ إليه فى ضعفك وعجزك لأنه هو القادر على كل شئ ؟!
رابعا: أبا ابديا في رعايته:
أحد الأسماء التي استخدمها النبي أشعياء في وصف الرب يسوع وحياتهم هو أنه، "أباً أبدياً." وهذا لا يعني فقط أن الآب الذي يحيا إلى الأبد ولا يموت أبداً. ولكن المعنى العبري الأصلي يُظهر معنى " أب الأبدية". أي أنه الآب الذي يعرف المستقبل، وأب الحياة السعيدة، الناجحة، المُزدهرة، والمُمتلئة صحة التي لا تنتهي. و"أبًا أبديًّا" أي إنه مصدر الأبدية الذي يعطي الحياة الأبدية من حتمية الموت.
الملائكة الذين بُشروا بميلاد الرب يسوع المسيح وسمعوا البشارة المفرحة بميلاد المخلص هم الرعاة الذين يرعون الغنم ، لأن هؤلاء هم أصدقاء راعى الخراف العظيم وراعى الرعاة ، ومن الطبيعى أن يحتفل بميلاده فى وسط زملأئه كما جاء فى لوقا لو 2 : 8 – 14
لقد قال الرب يسوع عن نفسه أنه : ” أنا هو الراعى الصالح . والراعى الصالح يبذل نفسة عن الخراف ( يو 10 : 11 ).
وأكد أنه قد أتى لكى يقدم الرعايه الحقيقية كما قال داود النبى ” الرب راعىّ فلا يعوزنى شئ (مز 23 : 1)
ان أهم صفات الراعي الصالح ومسئولياته هي السهر على الرعية وحمايتها من الأخطار ويتعهد رعيته بالرعاية ويقدم لها الغذاء والارتواء ويخلصها من الأخطار التى تتعرض لها .
هكذا فعل داود النبي قديما عندما تقدم ليخلص غنمة من بين فكي الدب والاسد.
وكما كان الله يرعي شعبه فى البرية وأمطر عليهم المن من ليأكلوا وارسل لهم السلوي عندما اشتهوا قدور اللحم فى ارض مصر و كان الرب يسير امامهم نهارا في عمود سحاب ليهديهم في الطريق و ليلا في عمود نار ليضيء لهم لكي يمشوا نهارا و ليلا (خر 13 : 21)
ربي يسوع انت راعينا الأمين تقودني وترعاني في المراعي الخضر تربضني إلى مياه الراحة توردني بأسوار وربط الحب تحميني في وادي ظلّ الموت تحملني ورحمتك تدركني كل الأيام . فاسكن فيك إلى الأبد .اريد ان اتبعك من القلب واسير وراءك في حبّ ،فأنت لي نعم الراعي والأب وفيك ومعك وبك يعظم انتصارنا.
خامسا: رئيس السلام في خدمته.
وأخيرًا يصفه إشعياء برئيس السلام، أي الذي يعطيك سلامًا حقيقيًا. "سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ" (يوحنا 27:14).
لاحظ معاهدات السلام في العالم وما صنعوا في القرن الأخير. كم تكلموا عن السلام، وما أبعدنا نحن عن السلام! ترى أين تجد السلام؟ هل تجده في بلدان العالم؟ لن تجده إلا عند رئيس السلام! وهذا السلام مقرون بالبر لأن الرب يقول: "أما الأشرار فكالبحر المضطرب لأنه لا يستطيع أن يهدأ" (إشعياء 20:57). الأشرار لا يمكنهم اختبار السلام مع الشر. هذا السلام يأتي فقط مع حياة طاهرة مقدسة.
هناك رابط بين القداسة والبر من جهة والسلام من جهة أخرى "اتبعوا السلام مع الجميع، والقداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب"(عب 14:12) هذا السلام مقرون مع البر الذي يأتي في المسيح، الذي فيه الخلاص والولادة الثانية والحياة المقدسة. "فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح" (رومية 1:5).
الرب يدعوك لكي تختبر السلام الحقيقي. انظر حولك في هذا العالم، ترى التسلح النووي الذي باستطاعته تحطيم الأرض أكثر من عشرين مرة. انظر إلى القلق الموجود حولك، وخاصة في الشرق الأوسط، ودعني أقول لك أنك لن تختبر السلام إلا من خلال رئيس السلام.
سلام الله هو الراحة فيه هو والثقة الكاملة في اعماقنا انه هو معانا رغم كل الظروف. السلام هذا يخليك تحس روحك فرحان ومرتاح حتى وانت عايش الف مشكلة في حياتك السلام هذا يخليك ثابت على ايمانك واتكالك بالله رغم كل الظروف اللي دايرة بيك.
الرب يسوع رئيس السلام يتوجّه إليك اليوم ليعطيك حياة جديدة ويغيرك ويطهرك ويغمرك بالسلام، فهل تقبله؟ سلم قلبك للرب بتوبة صادقة فتحيا حياة النعمة والسلام على مدى الأيام وإلى الأبد. اصلي لاجلك لكي تنفتح عيونك وترى مع المجوس نجم الميلاد وتأتي إليه وتسجد لهذا المولد رب الوجود.