ميلاد المسيح = حياة وأفضل
1/20/2025 12:00:00 AM
البشر كافة يرغبون في المقارنة في كل شيء. بين الأشخاص وأيضًا الأشياء. لكي يحصلوا على الأفضل، وهذا حق للجميع. فالمنطق. لماذا اتبع واصادق من يدمر حياتي؛ ويوجد من يسعدني ويضمن سلامتي؟، أو لماذا اقتني الرديء طالما في أمكاني اقتناء الحسن؟!، ولكن هل هذا في كل مناحي الحياة. أقول بصدق: لا. بل هناك اشخاص يصادقون من يتلف حياتهم ويفقدهم المستقبل، وأيضًا يقتنون الرديء ويتمسكون به؛ ويتركون الأفضل. في غباء وعناد قلب.
بل أقول أيضًا: في الحياة أمور لا يمكن مقارنتها على الإطلاق. فهل يمكن أن تكون مقارنة بين (السارق وفرد الأمن) ؟!، فالفارق شاسع بين غرض الاثنين في التواجد في بين الناس. فهذا جاء ليرهب الناس، وينهب ممتلكاتهم، وذاك يوجد لحماية الناس والحفاظ على ما لديهم. فلا مقارنة!، وهذا ينطبق تمامًا على كلمات الرب: "اَلسَّارِقُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ لِيَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ، وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ" (يو10: 10).
فعندما نتحدث عن ميلاد ربنا يسوع المسيح. لابد لنا أن نقف ونتأمل الغرض الأسمى لهذا الميلاد؛ أو بالأحرى هذا (التجسد الفريد). فالرسول بولس يؤكد حقيقة التجسد فيقول:"لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ"(في2: 7)، فمجيء الرب إلى أرض بشريتنا في شبه جسدنا وحياتنا. أنما لغرض سامي جدًا أعلنه الرب بنفسه (لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ). فما أعظم هذا الغرض. وهذا هو الفارق الشاسع بين السارق والراعي الصالح. بل أقول: أن من يحاول المقارنة؛ فهو يغامر بحياته ويذهب بها في مهب الريح. وهنا لا مجال لمناقشة ما يفعله السارق فالجميع يعلم ذلك.
فالحديث هنا عن ميلاد المسيح. هذا الحدث الفريد الذي يتضمن الغرض السامي المجيد لحياتنا. فبميلاد المسيح وهبت الحياة وصار الأفضل. لكل من يقبل المولود بالإيمان في قلبه. نعم. هذا حق. وباختصار شديد. لكي أترك لك فرصة التأمل الشخصي. نرى في ميلاد المسيح:-
1- هبة الحياة: هذا ما تعلنه بكل وضوح كلمة الله:" فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ،"(يو1: 4)، فليس أعظم من يُعطَّى الميت حياة. لذلك يقول الرسول بولس:" لِذلِكَ يَقُولُ: "اسْتَيْقِظْ أَيُّهَا النَّائِمُ وَقُمْ مِنَ الأَمْوَاتِ فَيُضِيءَ لَكَ الْمَسِيحُ"(أف5: 14)، وأيضًا:" وَإِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا فِي الْخَطَايَا وَغَلَفِ جَسَدِكُمْ، أَحْيَاكُمْ مَعَهُ، مُسَامِحًا لَكُمْ بِجَمِيعِ الْخَطَايَا،"(كو2: 13). فهل هناك أعظم من هذه الهبة. هبة الحياة؟!
2- الأفضل: وهذا ما يطمئن قلوبنا. أنه وهبنا الحياة وضامن لنا أمور أفضل كما أشار إليها كاتب العبرانيين. [عب6: 9 أمور أفضل& عب7: 19 رجاء أفضل& عب7: 22 عهد أفضل &عب10: 24 مالاً أفضل & عب11: 35 قيامة أفضل]، أبعد كل هذا آلا تهتف بعلو الصوت: مجدًا لك يا مولود بيت لحم. يا من أتيت لتكون لنا حياة ويكون لنا أفضل.
نعم. عندما تسلم القلب للمولود وتتمتع بالحياة الجديدة. فهو يهتم بكل أمورك ويدبر لك الأفضل. فالرسول بولس بيقين الإيمان يقول:" وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ."(رو8: 28).
وعندما تثق في محبته يملأ قلبك برجاء أفضل مكتوب عنه:" فَإِنَّنَا بِالرُّوحِ مِنَ الإِيمَانِ نَتَوَقَّعُ رَجَاءَ بِرّ"(غل5:5). هللويا. بهذا الرجاء الذي به تتوطد علاقتنا في العهد الأفضل. الذي تأسس بميلاد ربنا يسوع المسيح الذي صار ضامن لحياتنا، ونحن نسير زمان غربتنا بالرجاء مبتغين وطن أفضل أي سماويًا." وَلكِنِ الآنَ يَبْتَغُونَ وَطَنًا أَفْضَلَ، أَيْ سَمَاوِيًّا. لِذلِكَ لاَ يَسْتَحِي بِهِمِ اللهُ أَنْ يُدْعَى إِلهَهُمْ، لأَنَّهُ أَعَدَّ لَهُمْ مَدِينَةً."(عب11: 16).
رغم هذا الشوق والحنين للوطن السماوي الأفضل. إلا أن الرب ونحن في زمن غربتنا يغدق علينا ببركاته الزمنية الأفضل أيضًا. فيعطي لنا مالاً أفضل لحياتنا ولمعيشتنا. مالاً. لا يسود علينا بل نحن نتصرف فيه لمجد المسيح.
فيالها من أمور تستحق التأمل والإدراك من كل إنسان. فميلاد المسيح لم يكن صدفة أو حدث عارض في التاريخ البشري. بل بقصد سامي وعجيب. يختمه الرسول بقوله:(قيامة أفضل). وهذا يؤكده الرب بقوله: " قَالَ لَهَا يَسُوعُ:" أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا،"(يو11: 25).
عزيزي القارئ. كيف تحتفل بميلاد المسيح؟ فالاحتفال الحقيقي هو قبوله مخلص شخصي." وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ."(يو1: 121). فتحظى بالحياة والأفضل. أمين.