آراء و أقلام إنجيلية

صغر النفس

  • بقلم: أ. مارسيل فؤاد

ما هو صغر النفس؟
هو مرض نفسي ويطلق عليه علماء النفس "عقدة النقص" وهو عبارة عن " شعور الفرد بأنه اقل من الأخرين مما قد يعوقه على الأستمتاع بالحياة فهو تدنٍّ مزمن في تقدير الذات " تخيل عزيزى القارئ هذا المرض أصاب عظماء الكتاب المقدس مثل: -
جدعون: (قض ٦: ۱٥) "فَقَالَ لَهُ: «أَسْأَلُكَ يَا سَيِّدِي، بِمَاذَا أُخَلِّصُ إِسْرَائِيلَ؟ هَا عَشِيرَتِي هِيَ الذُّلَّى فِي مَنَسَّى، وَأَنَا الأَصْغَرُ فِي بَيْتِ أَبِي».
موسى: (خر ٤: ۱۰) "فَقَالَ مُوسَى لِلرَّبِّ: «اسْتَمِعْ أَيُّهَا السَّيِّدُ، لَسْتُ أَنَا صَاحِبَ كَلاَمٍ مُنْذُ أَمْسِ وَلاَ أَوَّلِ مِنْ أَمْسِ، وَلاَ مِنْ حِينِ كَلَّمْتَ عَبْدَكَ، بَلْ أَنَا ثَقِيلُ الْفَمِ وَاللِّسَانِ»
إرميا: (إر1 :6) "فَقُلْتُ: «آهِ، يَا سَيِّدُ الرَّبُّ، إِنِّي لاَ أَعْرِفُ أَنْ أَتَكَلَّمَ لأَنِّي وَلَدٌ»".
شعب الله :(خر6: 9) "فَكَلَّمَ مُوسَى هكَذَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَلكِنْ لَمْ يَسْمَعُوا لِمُوسَى مِنْ صِغَرِ النَّفْسِ، وَمِنَ الْعُبُودِيَّةِ الْقَاسِيَة"ِ. وهذا برغم من تأكيدات الرب بالخلاص.
ما هي أسباب انعدام صغر النفس؟
يحدد علماء النفس الأسباب مثل كثرة النقد، التنمر وخاصة من الأقربين والعقاب البدني والإهانة المتكررة، الفقر والحرمان، الفشل أو التأخر في الدراسة، أو إذا خرج الإنسان عن المتوقع والمألوف بالنسبة لثقافة مجتمعه وأصبح محط للانتقاد.
ولكن المشجع وجود شخص في الكتاب المقدس تعرض لكل العوامل التي تجعله مريض صغر نفس ليكون نموذج للشجاعة والثقة وهو داود النبي والملك.
الأب يسي كان يراه صغيراً: (صم 16: 11) "وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِيَسَّى: «هَلْ كَمُلُوا الْغِلْمَانُ؟» فَقَالَ: «بَقِيَ بَعْدُ الصَّغِيرُ وَهُوَذَا يَرْعَى الْغَنَمَ»". الأخ الأكبر ألياب: (1صم 28:17)" «لِمَاذَا نَزَلْتَ؟ وَعَلَى مَنْ تَرَكْتَ تِلْكَ الْغُنَيْمَاتِ الْقَلِيلَةَ فِي الْبَرِّيَّةِ؟ أَنَا عَلِمْتُ كِبْرِيَاءَكَ وَشَرَّ قَلْبِكَ، لأَنَّكَ إِنَّمَا نَزَلْتَ لِكَيْ تَرَى الْحَرْبَ"
الزوجة ميكال: (2 صم 6: 20)"وَقَالَتْ: «مَا كَانَ أَكْرَمَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ الْيَوْمَ، حَيْثُ تَكَشَّفَ الْيَوْمَ فِي أَعْيُنِ إِمَاءِ عَبِيدِهِ كَمَا يَتَكَشَّفُ أَحَدُ السُّفَهَاءِ»."
شاول الملك (يمثل رئيس العمل) (1صمو 33:17) "فَقَالَ شَاوُلُ لِدَاوُدَ: «لاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَذْهَبَ إِلَى هذَا الْفِلِسْطِينِيِّ لِتُحَارِبَهُ لأَنَّكَ غُلاَمٌ وَهُوَ رَجُلُ حَرْبٍ مُنْذُ صِبَاه.»"
العدو جليات (1صم 44:17) "وَقَالَ الْفِلِسْطِينِيُّ لِدَاوُدَ: «تَعَالَ إِلَيَّ فَأُعْطِيَ لَحْمَكَ لِطُيُورِ السَّمَاءِ وَوُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ.»"
وبالرغم من كل هذا كان يدرك أن قيمته في رب الجنود (1صم ۱۷: ٤٥)" فَقَالَ دَاوُدُ لِلْفِلِسْطِينِيِّ: «أَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ بِسَيْفٍ وَبِرُمْحٍ وَبِتُرْسٍ، وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ بِاسْمِ رَبِّ الْجُنُودِ إِلهِ صُفُوفِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ عَيَّرْتَهُمْ.»"
واليك عزيزى القارئ سبعة اسرار التعافي من صغر النفس
1- تــدرك أنك مــــــحبوب: (عروس النشيد" نش 5:1")

"أَنَا سَوْدَاءُ وَجَمِيلَةٌ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ، كَخِيَامِ قِيدَارَ، كَشُقَقِ سُلَيْمَان."
المؤمن بحسب حالته وارث لطبيعة آدم الساقطة، وبحسب مقامه هو في المسيح إنسان جديد "شريك الطبيعة الإلهية" كَخِيَامِ قِيدَارَ: ذو الجلد الأسود، وهو أحد أبناء إسماعيل الذي يعتبر صورة للخطية الساكنة فينا
كَشُقَقِ سُلَيْمَانَ: كان أجمل بيت سليمان في ذلك الحين ذلك البيت الذي لما رأت ملكة سبا جماله لم تبق فيها روح بعد.
فقبول محبة الله المجانية لنا هي بداية شفائنا
2- يرفض أن يحيا في خوف: (بنات صلفحاد "عد27:"1)
(١ يو ٤: ۱۸)"لاَ خَوْفَ فِي الْمَحَبَّةِ، بَلِ الْمَحَبَّةُ الْكَامِلَةُ تَطْرَحُ الْخَوْفَ إِلَى خَارِجٍ لأَنَّ الْخَوْفَ لَهُ عَذَابٌ. وَأَمَّا مَنْ خَافَ فَلَمْ يَتَكَمَّلْ فِي الْمَحَبَّةِ." استطاعوا أخذ حقهم في الميراث ووضع قوانين جديدة عادلة لكل بنات شعب الله وتم ذكر أسمائهم للتكريم، فالخوف يضيع الحقوق ويدفن المواهب.
3- تكون إيجابي (ابيجايل 1 صم 25: 24،18)
(رو ۸: ۲۸) "وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ."
كانت إنسانة مبادرة منعت داود من إِتْيَانِ الدِّمَاءِ وَانْتِقَامِ لِنَفْسِي وبحكمتها حافظة على حياتها وحياة زوجها وأهل بيتها ووصفها داود أنها مباركة في عقلها.
4- التعافي من الهزائم: الفتاه المسبية (2مل 5 :3)
" فَقَالَتْ لِمَوْلاَتِهَا: «يَا لَيْتَ سَيِّدِي أَمَامَ النَّبِيِّ الَّذِي فِي السَّامِرَةِ، فَإِنَّهُ كَانَ يَشْفِيهِ مِنْ بَرَصِهِ».
فبرغم من كونها امرأة في مجتمع لا يحترم المرأة وصغر سنها وغربتها حيث انها تعتبر أسيرة حرب وطبيعة عملها كخادمة، الأسباب التي قد تجعلها تشعر برغبة في الانتقام قدمت يد المعونة لسيدها وبدل من لوم الله على وضعها أعلنت إيمانها به ففعلت كما فعل بولس (في ۳: ۱۳)"أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَنَا لَسْتُ أَحْسِبُ نَفْسِي أَنِّي قَدْ أَدْرَكْتُ. وَلكِنِّي أَفْعَلُ شَيْئًا وَاحِدًا: إِذْ أَنَا أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ."
5- تتحاشى المقارنات: (دبورة قض5:7)
"خُذِلَ الْحُكَّامُ فِي إِسْرَائِيلَ. خُذِلُوا حَتَّى قُمْتُ أَنَا دَبُورَةُ. قُمْتُ أُمًّا فِي إِسْرَائِيلَ."
خطة الله كانت مختلفة لدبورة فالأموة التي أرد الله أن تقدمها أمومة تفوق نطاق الاسرة امومة لشعب الله كله يجب أن ندرك تميزنا وأختلافنا الذي يجعلنا في حالة تكامل مع جسد الرب
(مز ۱۳۹: ۱٤) "أَحْمَدُكَ مِنْ أَجْلِ أَنِّي قَدِ امْتَزْتُ عَجَبًا. عَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ، وَنَفْسِي تَعْرِفُ ذلِكَ يَقِينًا."
الله لن يساعدك تكون شخص أخر وفرحك ليس لأنك أفضل من غيرك ولكن لأنك تبذل غاية جهدك لتكون أفضل من قبل.
6- تتـــخذ القــــرارات:( امرأة بيت معكة 2صم 20 :16)
"أَنَا مُسَالِمَةٌ أَمِينَةٌ فِي إِسْرَائِيلَ. أَنْتَ طَالِبٌ أَنْ تُمِيتَ مَدِينَةً وَأُمًّا فِي إِسْرَائِيلَ. لِمَاذَا تَبْلَعُ نَصِيبَ الرَّبِّ؟»
فيلسوفة المدينة: التي اقنعت يواّب قائد جيش داود الملك عند مطاردته لشبع بن بكري (الخائن) بحل سلمى لتنقد مدينة اّبل وبيت معكة فقالت ليواّب كيف تهلك اماً في اسرائيل فاتقت معه بتسليمه له ثم اقنعت الشعب بقطع راس شبع بن بكري والقائها من السور كان لديها القدرة للتعبير عن نفسها واقنعت اشراف المدينة بمنطقها وانقذت حياتها وحياة احبائها.
هناك فرق بين البشر الذين ينتظرون حدوث الأمور والذين يحدثون الأمور، صغر النفس يدمر قدرتك على اتخاذ القرارات الهامة
7- لا تقول (لو أن) أو (ماذا لو): (امرأة برج تاباص قض9: 53)
فطرحت امرأة قطعة رحى على راس ابيمالك فرد الله شر ابيمالك الذي فعله بابيه لقتله اخوته السبعين فلم تستهين بحجر الرحى حيث أنه ليس أداة من أدوات الحرب
فأدركت أن الانتصار سيكون من الرب فكما قال يوناثان" لأَنَّهُ لَيْسَ لِلرَّبِّ مَانِعٌ عَنْ أَنْ يُخَلِّصَ بِالْكَثِيرِ أَوْ بِالْقَلِيلِ».
ومن خلال دراسة للكتاب ندرك ان الله يتعمد أن يستخدم القليل ليعود المجد له ونعلم أن النجاح من عنده ونحن فقط نفعل ما يطلبه منا. فشمشون بلحى حمار قتل ألف رجل والغلام قدم سمكتين وخمس ارغفة أشبع بها الرب خمس الالف نفس وجدعون بثلاثمائة رجل وبجرار ومصابيح وابواق غلب المديانين وشمجر بن عناة قتل ستمائة من الفلسطينيين بمنساس بقر وداود بمقلاع وخمس حجارة غلب جليات وامرأة برج تباص بحجر رحى غلبت ابيمالك سلم موسى عصا عادية استلمها من الله عصا لعمل المعجزات، فالله لا يطلب قدراتنا بل استعدادنا
لذلك أذا كنت تعانى من صغر النفس تقدم إلى الرب لترى كم يراك متميز وغالى وقادر على تحقيق مشيئته في حياتك بكل دقة وعظمة