آراء و أقلام إنجيلية

الحرية من القلق "... لا تقلقوا" (لوقا 29:12)

  • بقلم: د.ق. يوسف بخيت

أثبتت الإحصائيات أن القلق هو المرض العقلي رقم واحد في أمريكا. والقلق يعني الشعور بالانزعاج .. الإحساس بالاضطراب .. انشغال البال بالهموم .. النوم القلق الذي عبَّر عنه أيوب بالكلمات: ”إذا اضطجعت أقول متى أقوم. الليل يطول وأشبع قلقاً حتى الصبح“ (أيوب 4:7).
أن الرب يسوع أوصانا قائلاً: ”لا تقلقوا“.. مع ذلك فنحن نقلق، نقلق لأسباب لا حصر لها..
تعرف القلق :
القلق هو شعور داخلي بالخوف والتوتر وهو رد فعل انفعالي لموقف غامض أو لخطر غير معروف مصدره، وذلك حينما يواجه الشخص تهديداً لاستقراره النفسي.
والقلق جزء منه مكتسب وذلك عن طريق التربية. فالأم التي تعاني من القلق غالباً ما تنقل لأطفالها الشعور بالقلق، فينتقل القلق بفعل التربية والتقليد، والظروف الاجتماعية المملوءة بالضغوط النفسية تلعب دوراً كبيراً في تعميق الشعور بالقلق.
اولا: لماذا يَقلق الإنسان؟
1 ـ بعض الناس يقلقون من مستقبلٍ المجهول ( الزمن غدار )
يُعتبر هذا السبب من أهم الأسباب التي تجعل البشر يقلقون ومن أكثرها شيوعاً، فكما هو معروف أنّ الإنسان يكون عاجزاً وغير قادر على مواجهتها أو التصرُّف معها، فأمور مثل المرض والصحّة، الموت والكوارث الاقتصاديّة أو العجز أو البطالة ... الخ
2 ـ الناس يقلقون بسبب الكوارث الطبيعيّة ( العالم ملئ بالاخطار ):
الناس يرتعِدون خوفاً ورعباً من الكوارث الطبيعيّة التي تجري في أماكن كثيرة من بلدان العالم، كالزلازل والسيول والأعاصير والمجاعات والأوبئة. ومَشاهِد معاناة أولئك الذين يُقاسون الأهوال ويُصارعون الموت في هذه الأماكن المنكوبة، تلك التي تنقلها وسائل الإعلام للبشر جميعاً في كلّ مكان.
بعض الناس يقلقون من الله لأنه الجبار (أو قد يكون لديهم خوف من الله)!: ويحدث ذلك كثيراً لأنّ الشّيطان يضع أمام عيونهم صورة مُضلِّلة وخادعة ومشوَّهة عن الله، أنّه ـ إلهٌ قاسٍ وعنيفٍ يودُّ أن يتعقّبنا ليديننا. لكنْ كلمة الله الحيّة تُعلن لنا أنّه إله مُحبّ وصبور وطويل الأناة ويحتملنا.
ويقلق الناس لأنّهم لم يعرفوا الله معرفة شخصيّة حقيقيّة، ولم يُسلِّموا دَفّة الحياة له هو ليقودها لِبَرّ الأمان وسط بحر الحياة الصاخب المُتلاطم الأمواج، وهم يقلقون بسبب نقص إيمانهم الذي به فقط يكون بمقدورهم أن يستمدّوا الطمأنينة والثقة بأنّ الله إله صالح يهتم بهم وهو لن يتركهم في هذه الحياة بمفردهم، سألَ عصفور عصفور آخر قائلاً: "لماذا تُرانا نجد بني البشر دوماً قلقين، مُتوتّرين، يضطربون ويجزعون دوماً؟!" أجابه العصفور الآخر قائلاً: "يبدو أنّه ليس لهم إله يُحبُّهُم ويهتمُّ بهم مِثلنا!".
ثانيا : أنواع القلق:
1. القلق العام:
وهو اضطراب عام يصيب الشخص عندما يتعامل مع ظروف الحياة المختلفة من الأمور المادية أو الخوف من المستقبل أو الوقوع في مرض أو الحوادث وهو يصيب أغلب الناس ولكنه يختلف من حيث شدته واستمراريته، ولذلك فأغلب الأفراد الذين يصابون بهذا النوع لا يطلبون العلاج النفسي.
٢. القلق الحاد:
ويصاب به الشخص بعد وقوع ضغوط أو صدمات نفسية لها طابع حاد كتعرض الشخص للحوادث أو الكوارث أو وفاة شخص عزيز لديه. وقد ينشأ أيضاً من خبرات طفولة سيئة كالتعرض للضرب المبرح أو العدوان الجنسي. وهذا النوع من القلق يظهر بعد وقوع الحدث بشهور قليلة وقد يستمر مدة زمنية طويلة قد تصل إلى سنوات متعددة. والأفراد الذين يتعرضون لمثل هذه الضغوط تظهر عليهم بعض الأعراض، فقد يعانون من الأرق والكوابيس المزعجة وفي أحيان أخرى يصابون بعدم الإحساس في الأطراف أو التنميل، وهم غالباً ما يبتعدون عن كل مؤثر يذكرهم بالحادثة، فالفتاة التي تعرضت للعدوان الجنسي في الطفولة قد تصاب بالقلق الحاد عندما تتعرض لأي ملاطفة أو مجاملة من أي شخص أو حينما يتقدم إليها شاب لخطبتها.
٣. قلق الوساوس القهري:
وهي أفكار غير مقبولة أو صور ذهنية تتردد بشكل ملح على الذهن، ويحاول المريض رفضها. هذه الأفكار تجبره على الإتيان بسلوكيات غير معقولة، وإذا لم يقم بهذا السلوك يصاب بقلق شديد، وذلك مثل الشخص الذي يقوم بغسل يديه مرات متعددة قد تزيد على 50 مرة في اليوم معتقداً أن يديه غير نظيفة أو الذي يحاول التأكد من غلق أبواب ونوافذ الشقة قبل ذهابه إلى النوم مرات كثيرة.
الفوبيا: وهي مخاوف شديدة تجعل الشخص يتجنب أو يتحاشى المواقف التي تسبب له القلق، كالشخص المصاب بفوبيا الأماكن المغلقة، يتحاشى ركوب المصعد ويفضل طلوع السلم حتى وإن اقتضى الأمر أن يصعد 30 طابقاً على قدميه، أو الشخص الذي لديه فوبيا الطيران، قد يتحاشى الالتحاق بوظيفة مهمة يكون من مقتضياتها السفر بالطائرة، وهكذا نجد أن الفوبيا تعيق الشخص عن أن يعيش حياته الطبيعية. وللفوبيا أنواع كثيرة منها فوبيا الأماكن المرتفعة، فوبيا الحيوانات، فوبيا البحر، فوبيا الدم، وفوبيا الحشرات. ومن أهم أنواع الفوبيا الفوبيا الاجتماعية، والتي تجعل المريض يتحاشى المواقف الاجتماعية كالأكل أو التحدث أمام الآخرين، لذلك فهو يتجنب التواجد في الحفلات أو المناسبات التي تضم مجتمعاً كبيراً.
٤. نوبات الفزع:
وهي حالة مؤقتة تصيب الشخص الواقع تحت تأثيرها. وهي في الأغلب مرتبطة بالتواجد في الأماكن المزدحمة مثل السينما أو المسرح أو الأسواق التجارية أو المواصلات العامة. وفي هذه النوبات تظهر بعض الأعراض الجسيمة التي قد تتراوح بين دقائق إلى ساعات قليلة وذلك مثل ضيق التنفس ودوخة وشعور بالقيء وسرعة ضربات القلب وتصبب العرق، وفي أحيان أخرى يصاب المريض بالتخشب في الجسم وقد يشعر بعدها بأنه في طريقه إلى الموت. وفي الحالات الشديدة قد تؤدي به إلى عدم قدرته على مغادرة المنزل.
ثالثا: القلق وآثاره السلبيه على الشخصية:
**من الناحية الجسدية:
فهو يحدث اختلالاً في الجهاز العصبي اللإرادي، كزيادة كمية الدم والأكسجين، وازدياد سرعة ضربات القلب وضيق في التنفس، وقد يحدث طنيناً في الأذن أو زيغاً في العين، أو زيادة نسبة السكر في الدم، هذا بخلاف تأثيره على الجهاز الهضمي فيحدث اضطراباً عصبياً في القولون أو قرحة في المعدة، أو قد يؤدي إلى الحساسية صدرية أو جلدية، وفي بعض الحالات يؤثر على جهاز المناعة فيصاب الشخص ببعض الأمراض السرطانية.
**من الناحية النفسية:
فهو يؤثر على قدرة الشخص على التركيز، كما يصيب الشخص بالأرق والأحلام المزعجة، وقد يفقد الشخص شعوره بالأمان والاستقرار النفسي.
**ومن الناحية الروحية:
فإما أن يدفع القلق الشخص إلى التوبة والرجوع إلى الله، أو الابتعاد عن الله بسبب مشاعر الإحباط والفشل.
رابعا: أسباب القلق:
اختلفت مدارس علم النفس في تفسير أسباب القلق، فالبعض اعتبر أن الأسباب البيولوجية لها دور كبير في ظهور القلق كسوء التغذية والأنيميا والإرهاق الشديد والريجيم القاسي، كما أن بعض الأمراض المزمنة كالروماتيزم أو السرطان لها دور في إحداث مشاعر القلق،
والبعض الآخر فاعتبر أن القلق نتيجة العامل الوراثي، إذ أن الجينات تنتقل بفعل عامل الوراثة محملة برياح القلق، وهذا ما يفسر لنا وجود عائلات بأكملها تعاني من القلق.
وآخرون اعتبروا أن وراء ظهور ملامح القلق أسباب تربوية كتفكك الأسرة أو الأساليب التربوية الخاطئة مثل القسوة أو الضرب المبرح والحرمان العاطفي، كما أن خبرات الطفولة المليئة بالمآسي والصدمات وراء مشاعر القلق الشديد، هذا بالإضافة لأن هناك أسباباً أخرى متعددة، منها:
* الشعور بالخوف:
إن مشاعر الخوف تؤدي إلى القلق الشديد وذلك مثل الخوف أو الرفض الاجتماعي أو فقدان تقدير الذات. إذ أن كل شخص حريص على أن يكون ناجحاً محبوباً وأن ينال احترام وتقدير الآخرين، وإذا افقتد لكل هذه المعاني شعر بالخوف الشديد الذي يقود إلى القلق.
* الشعور بالذنب:
إن مشاعر الذنب شائعة بين المؤمنين السطحيين الذين يعتبرون أن الحياة الروحية هي ضرب من الأوامر والنواهي والتي من الصعب تنفيذها، فإذا ما وقع الشخص في الخطية شعر بالفشل والإحباط لأنه يعتبر أن الحياة مع المسيح هى أن يكون معصوماً من الخطأ وبذلك فهو يلغي عمل النعمة ويرفض غالباً غفران الله، وبالتالي لا يغفر لنفسه مما يدعه يقع تحت وطأة الشعور بالذنب الذي يقوده إلى القلق الشديد.
* الصراعات النفسية:
ينشأ القلق من الصراعات التي يعيشها الشخص والتى لا يجد لها حلاً، فالأب الذي لا يستطيع أن يفي باحتياجات أسرته لعدم توافر الإمكانيات المادية، أو الشاب الذي يريد الارتباط بخطيبته وتعوقه إمكانياته المادية عن تنفيذ متطلبات الزواج، إن مثل هذه الصراعات التي لا تجد حلاً قد تقود إلى الشعور بالعجز والإحباط الذى يقود بالتالي إلى القلق الشديد.
خامسا: والخطوات العلاجية:
يقدم الكتاب المقدس دواءً أكيداً للقلق والقلق ياتي من عدم الإيمان.. وعدم خضوعي له وعدم الثقة المطلقة في مواعيد الله..
واليك مواعيد الله الأمينة الصادقة التي تعالج القلق:
1 ـ اثق ان الرب معتني بي :
في بطرس الاولى ”ملقين كل همِّكم عليه لأنه هو يعتني بكم“ (1بط 7:5). تأمل في حرفين في هذا الوعد ”كل“ و”هو“.. الرب يطالبني أن ألقي ”كل“ همي عليه: الهموم المالية، الهموم الصحية، الهموم العائلية.. كل الهموم بغير استثناء. ووعدني بأنه ”هو“ يعتني بي. ومن ”هو“؟ هو الرب خالق السموات والأرض والبحر.. هو الرب كلي القدرة.. كلي الحكمة.. كلي القداسة.. هو الذي خلقني.. هو الذي أحبني وأرسل ابنه وبذله كفارة لخطاياي.. هو الإله الأمين في وعوده ”لأن مهما كانت مواعيد الله فهو فيه النعم وفيه الآمين لمجد الله بواسطتنا“ (2كورنثوس 20:1). إذاً فلا بد أن أثق في هذا الوعد الأمين. مسئوليتي حين يهاجمني القلق أن ألقي كل همي على إلهي.
2 ـ الرب يهتم بدقائق حياتي :
”وأما أنتم فحتى شعور رؤوسكم جميعها محصاة“ (متى 30:10). ”فاجتمعت... الولاة ومشيرو الملك ورأوا هؤلاء الرجال الذين لم تكن للنار قوة على أجسامهم وشعرة من رؤوسهم لم تحترق“ (دانيال 27:3).
الرب أحصى شعر رأسي؟ لقد كان شعر رأسي غزيراً في صباي، وتساقط الشعر مع الزمن.. ولكن الرب أحصى شعر رأسي، ومعنى هذا أنه يهتم بدقائق حياتي.. وبغير شك إن الذي أحصى شعر رأسي يعتني بأموري الصغيرة والكبيرة، فلا داعي للقلق. حين يعتريك القلق انظر في المرآة إلى شعر رأسك وقل: إن الذي أحصى شعر رأسي يهتم بحاضري، ومستقبلي.. يهتم بأولادي وبناتي.. يهتم بكل أحوالي.. وعليَّ أن أثق فيه بكل قلبي.
3 ـ الرب لا ينساني :
في خلال أزمة صعبة مر بها داود، صلى إلى الرب قائلاً: ”إلى متى يا رب تنساني كل النسيان“ (مز1:13).. ونقرأ في سفر إشعياء الكلمات: ”وقالت صهيون: قد تركني الرب. وسيدي نسيني. هل تنسى المرأة رضيعها فلا ترحم ابن بطنها؟ حتى هؤلاء ينسين، وأنا لا أنساكِ. هوذا على كفَّيَّ نقشتكِ“ (إش 14:49-16). الرب لا ينساني.. ونقش اسمي ليس على كفِّ يدٍ واحدة بل على كفَّيه.. والنقش لا يُمحى بالغسل. أحياناً ونحن نمر في ظروف صعبة وتجارب محرقة نظن أن الرب نسينا.. ولكنه يردّ علينا قائلاً: ”أنا لا أنساك“. هذا يكفيني.. ويريحني من القلق راحة تامة.. الرب لا ينساني.
4 ـ الرب يملأ كل احتياجاتي :
”فيملأ إلهي كل احتياجكم بحسب غناه في المجد في المسيح يسوع“ (فيلبي 19:4). آسف أن أقول أنه كلما زاد دخلي، وارتفع رصيدي في البنك، قلَّت ثقتي في تسديد الله كل احتياجاتي.. هذا الأمر خطية.
والآية فيها هاتين العبارتين: ”كل احتياجكم“، و”بحسب غناه في المجد“. هو يعرف احتياجنا، ويملأ لا بعض احتياجنا بل كل احتياجنا، ويملأ كل احتياجنا ”بحسب غناه“. فهو يعطي بسخاء لأنه غنيّ ”للرب الأرض وملؤها. المسكونة وكل الساكنين فيها“ (مزمور 1:24). ”لي الفضة ولي الذهب يقول رب الجنود“ (حجي 8:2). إذا وثقت في هذا الوعد الثمين فالقلق لن يدخل عقلي حين اجتاز ظروفا مالية صعبة.. فقد وعدني - وهو الأمين في مواعيده - أن يملأ كل احتياجي.
5 ـ إلهي لا ينساني :
كرّر الرب مرتين في حديثه لتلاميذه أنهم ”أفضل من عصافير كثيرة“: في المرة الأولى قال: ”أليس عصفوران يباعان بفلس؟ وواحد منهما لا يسقط على الأرض بدون أبيكم.. فلا تخافوا. أنتم أفضل من عصافير كثيرة“ (متى 29:10 و31).
وفي المرة الثانية قال: ”أليست خمسة عصافير تباع بفلسين، وواحد منها ليس منسياً أمام الله... فلا تخافوا. أنتم أفضل من عصافير كثيرة“ (لوقا 6:12و7).
الآية الأولى تقول: ”أليس عصفوران يباعان بفلس؟“ والآية الثانية تقول: ”أليست خمسة عصافير تباع بفلسين؟“ الحساب يقول أنه إذا كان عصفوران يباعان بفلس، فالفلسان يشتريان أربعة عصافير.. لكن الرب يقول إن الفلسين يشتريان خمسة عصافير..
هذا يعني أن العصفور الخامس لا قيمة له. لكن في الآية الأولى أكد الرب أن الآب يهتم بالعصافير، وأن العصفور الواحد لا يسقط على الأرض بدون إذنه.. وفي الآية الثانية أعلن الرب أن العصفور الخامس الذي بلا قيمة عند بائعه ليس منسياً أمام الله.. وفي كل مرة قال الرب: ”أنتم أفضل من عصافير كثيرة“. قلت: الإله الذي يعتني بالعصافير كل هذه العناية، لا شك أنه يعتني بي عناية خاصة.. ”أنا أفضل من عصافير كثيرة. وعلى هذا فلا بد أن أرفض القلق وأستريح على عناية إله العصفور الخامس.
6 ـ الرب رفيقي رحلتي في غربتي :
”هكذا يقول الرب خالقك.. لا تخف لأني فديتك. دعوتك باسمك، أنت لي. إذا اجتزت في المياه فأنا معك، وفي الأنهار فلا تغمرك. إذا مشيت في النار فلا تُلذع واللهيب لا يحرقك. لأني أنا الرب إلهك“(إش 1:43-3). ”أيضاً إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شراً لأنك أنت معي“ (مز 4:23).
7 ـ إله كل عمري:
”اسمعوا لي.. المحمَّلين عليَّ من البطن، المحمولين من الرحم. وإلى الشيخوخة أنا هو، وإلى الشيبة أنا أحمل. قد فعلت، وأنا أرفع، وأنا أحمل وأنجي“ (إشعياء 3:46و4). رفع كاتب المزمور هذه الصلاة: ”لا ترفضني في زمن الشيخوخة. لا تتركني عند فناء قوتي... وأيضاً إلى الشيخوخة والشيب يا الله لا تتركني، حتى أخبر بذراعك الجيل المقبل وبقوتك كل آت“ (مزمور 9:71 و18). والرب يرد على كاتب المزمور بكلماته الثمينة: ”إلى الشيخوخة أنا هو، وإلى الشيبة أنا أحمل“.
سيرعاني الرب إلى آخر عمري“. ومعروف أننا في الشيخوخة المتأخرة نصير أطفالاً نحتاج إلى من يحملنا، والرب يقول لنا: ”إلى الشيخوخة أنا هو وإلى الشيبة أنا أحمل“، هو إله العمر كله. حملني من المهد وسيحملني إلى اللحد.
فوداعاً أيها القلق.. اخرُجْ من عقلي.. فمن له هذه المواعيد العظمى والثمينة.. ومن يضع ثقته الكاملة فيها.. لا مكان للقلق في عقله، بل هناك سلام كامل. ”ذو الرأي الممكَّن تحفظه سالماً سالماً لأنه عليك متوكل“ (إشعياء 3:26).
ثق في خطة الله أنها تعمل لخيرنا: "كل الأشياء تعمل معا للخير". إنها خطة شاملة وكاملة في كل الأحداث بما تحمل من خير وشر تؤول لخيرنا وقد يستخدم الله الأحداث المؤلمة لخيرنا إذ أن قصده لا يتحقق إلا من خلال الألم.
ثق في وعود الله وتمسك بها.. وعوده بالحماية والنصرة والأمان: "لا تخف تشدد وتشجع".
ادخل في حوار وشركة مع الله، تحدث إليه في صلاة محددة، اطرح كل مخاوفك أمامه على المذبح حتى تتمتع بنصرة القيامة.
اقبل نفسك. إن الأساس المحوري للصراعات النفسية هو رفض النفس. اقبل محدوديتك وانظر إلى مركزك في الله. أنت محبوب جداً ومتفرد ومتميز.
واجه صراعاتك، لا تهرب منها. وانتصر عليها، ولا تدع القلق يفقدك رؤيتك ويفقدك خطة الله لك. خذ قراراً واحسم صراعاتك وانزع كل تردد ينتابك.
حول الفشل إلى نجاح فالنجاح معناه تحويل الضعف إلى قوة والفشل إلى نجاح، فهناك أفراد استطاعت أن تحول ضعفها إلى قوة، فالموسيقار بيتهوفن قدم أعظم سيمفونية عرفها تاريخ الفن وهي السيمفونية التاسعة حينما كان أصم.
حول أفكارك السلبية إلى أفكار إيجابية واملأ ذهنك بها. إن هذه الأفكار تبدد مشاعر القلق التي تنتابك وتزيد ثقتك في إمكانياتك. وردد مع الرسول بولس أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني.
اخرج عن دائرة ذاتك واعبر إلى الآخرين وامتلئ بمحبة الله حتى تنقل هذه المحبة للآخرين، وامنح الآخرين كلمات تشجيع أو ابتسامة لتسعدهم. تفاعل معهم وسيشبع الله قلبك بالفرح ويزيل كل قلق من حياتك.