رسالة يسوع للنساء
3/10/2025 12:00:00 AM
في مقالي هذا أطرح سؤال في غاية الأهمية من وجهة نظري ..لعله يتبادر إلى أذهان الكثيرين منا وهو يتلخص في كيف كان يسوع يقدم تعاليمه للجنسين؟ بمعني أدق كيف كان يشعر كل من الرجل والمرأة بخصوصية الرسالة لكل منهما؟
بأنشودة العذراء مريم كشف لوقا كيف إرتبط فكر المطوبة القديسة مريم بفكر يسوع تجاه المرأة
لذلك دور الأم هام جدا في حياة الولد فهي تكون وجهة نظرة وتعاملاته مع كل النساء.
فنلاحظ كما أن أم يسوع في تسبيحتها لم تعادى الأمم هكذا أيضا لم يظهر المسيح أي عداوة للأمم، وايضاً تعطفها مع المظلومين والمستضعفين والمتواضعين هو ما نجده في تحنن يسوع على المرضى والمتألمين ومقاومة المستكبرين مثل الفريسين، لذلك تعامل يسوع مع المرأة كان بمثابة ثورة حب لها فهو المعلم اليهودي الأول الذي أختار نساء تلاميذ ليس فقط من كلمة تلميذة في
- أع 9 :36" الذي جاءت بصيغة الأنثى عن طابيثا، وايضاً مريم اخت لعازر التي جلست عند قدمي المسيح أشاره لكونها تلميذة"
- أع 22 :3 " ("مُؤَدَّبًا عِنْدَ رِجْلَيْ غَمَانوئِيلَ")
- ولكن ايضاً في إشارة يسوع "مت 12: 50"،"مر3 :35" عندما مد يسوع يده وقال: ("لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللهِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي») حيث أن في البيئة الشرقية دائما المخاطب يكون مذكر لذلك يفهم أن الحاضرين من تلاميذه كانوا نساء ورجال.
واتباع النساء في رحلات المسيح التبشيرية جعلت محتوى تعاليمه تكون موجه للنساء بنفس العمق والخصوصية التي يوجه بها تعاليمه للرجال فمثلاً: -
1- تعاملات الله واحد مع الجنسين من الأمم في العهد القديم: -
(لو 4 :25-27) امرأة صرفه صيدا ونعمان السرياني كدليل على رحمة الله للأمم
فالرب برغم من وجود أرامل كثيرات في إسرائيل في ذلك الوقت إلا أن الرب أرسل إيليا لأرملة صرفه صيد الأممية وبالرغم من وجود برص كثيرين في إسرائيل ولكن الرب شفى نعمان الأممي.
2- توضيح المثل من خلال نموذج لعمل الجنسين: -
(لوقا 5 :36-39) عندما أراد أن يوضح عدم الإتفاق بين قيود ناموس موسى وبين الحرية التي لنا في المسيحية أعطى نموذج من عمل المرأة وهو ترقيع الثوب وعمل الرجل وهو تعبئة الخمر.
3 - نموذج الخاطئ التائب ورفض الأبرار له: -
أعطى نموذج بطلته امرأة وهي المرأة الخاطئة في بيت سمعان "لو 7: 36-50" ونموذج لٱخر رجل وهو الفريسي والعشار "لو18 :9-14"
4- إستجابة الصلاة: -
بطلته إمرأة أرملة في مثل قاضى الظلم "لو18 :1-8" وبطل رجل في مثل صديق منتصف الليل "لو11 :5-8" فالله يسمع لنا حسب لجاجتنا ونقاوة قلوبنا.
5- قلب الله الرعوي الذي يبحث عن الضائع: -
كقلب المرأة التي تبحث عن الدرهم المفقود والراعي الذي يبحث عن الخروف الضال
"لو 15 :3-10" بالرغم أن مثل الدرهم المفقود كان بطله في التقليد اليهودي رجل فقد غير يسوع البطل عن قصد وتعمد مدح المرأة ليؤكد على خدمة النساء في الرعاية والإهتمام بالضائعين.
6- ظهور الملاك للجنسين: -
فقد ظهر الملاك لزكريا الكاهن "لو1 :5-20" وظهر أيضاً للقديسة مريم "لو1 :26 :36" وأيضاً في قصة الألم بين يوسف الرامي والتلاميذ النساء.
ويوجد في إنجيل لوقا فقط أكثر من سبعة وعشرين مقارنة بين الرجل والمرأة وذلك لأن يسوع أراد أن تصل رسالته للمرأة بنفس الفاعلية والعمق والخصوصية التي تصل بها للرجل فقد عالج شعور الغربة التي كانت تشعر بها المرأة في الدين حيث في شخص المسيح أزال الجدار الفاصل بين الجنسين، فقد تجاوبن النساء مع محبة المسيح ومعاملته العادلة النبيلة جعلتهن يدركن مكانتهن في عيون الله ووضعها مشاركة في الوحي بلقاءات المسيح المتميزة معهن وبالإشادة بأيمانهن والوعظ بقصصهن ومناداتهن بأسمائهن كل ذلك رسم صورة إيجابية بشكل متساوي بين الرجل والمرأة أمام الله.
وهو ما يعطينا إشارة عملية وقوية إلى أنه كم كانت قيمة المرأة لدي شخص الرب يسوع وأنه لا يوجد مناصر للمرأة في التاريخ مثل الرب يسوع كما كان وفاء تلميذ لمعلمه كالتلاميذ من النساء في خدمة الرب متميزا جدا وهو ما وضع المرأة في مكانة عالية لدي الرب يسوع المسيح لا تقل بأى حال من الأحوال عن وضعية الرجل أمام رب المجد