آراء و أقلام إنجيلية

قمة الاخلاق الإنسانية

  • بقلم: ق. رفعت طنيوس بدروس

ذات مرة وجدت نفسي مشغولا بعملية حسابية معقدة اخذت مني وقت لكي أدركها. اشارككم بها ربما شاركني احدكم الحل السريع لها فنستطيع أن ندخل إلى موضوعنا اليوم. هل يمكن (1 + 10 + 613 = 1)؟
وصية الله لأدم، ثم وصايا في لوحين لموسى، ثم ما اضافة الناموسيين والفرسيين من فرائض بغية التقرب الى الله، لكن عاد المسيح ليلخص الوصايا في واحدة - والتي نحن بصددها{ تك 2: 16× خر20: 1-17، تث 5: 6-21 ÷ خر 21-23 ، 25-31 } " 613 فريضة " وهما 365 سلبيا و 248 ايجابيا واجب التنفيذ "عدد اعضاء الانسان " الحياة الاجتماعية وتنظيم العبادة
(مت 7: 12- القانون الذهبي للمعاملات) [غل 5: 6 ؛ يو13: 34 ، 15: 15 – 21]
نقرأ في العهد الجديد عن الناموس الكامل: -
1- ناموس البر.
"وَلكِنَّ إِسْرَائِيلَ، وَهُوَ يَسْعَى فِي أَثَرِ نَامُوسِ الْبِرِّ، لَمْ يُدْرِكْ نَامُوسَ الْبِرِّ!"(رو 9: 31).
2- ناموس المسيح. "وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ ¬ مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ ِللهِ، بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ ¬ لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ."(1كو 9: 21)
3- ناموس الحرية. "وَلكِنْ مَنِ اطَّلَعَ عَلَى النَّامُوسِ الْكَامِلِ ¬ نَامُوسِ الْحُرِّيَّةِ ¬ وَثَبَتَ، وَصَارَ لَيْسَ سَامِعًا نَاسِيًا بَلْ عَامِلاً بِالْكَلِمَةِ، فَهذَا يَكُونُ مَغْبُوطًا فِي عَمَلِهِ. (يع 1: 25 ، 2: 12).
وهكذا تتضح امامنا الصورة جلية بالقانون الذهبي للمعاملات أو قمة الاخلاقيات الإنسانية. ويتضح أيضًا ما ابعد الفارق بين تعاليم الفلاسفة والمتدينين، وتعاليم المُعلم الوحيد شخص ربنا يسوع المسيح من يعلم بسلطان وليس كالكتبة. فنرى: -
- كونفوشيوس وهو يقول: (ما لا تريده لنفسك لا تصنعه بالأخرين).
- أليعازر "الربي" يقول: (لتكن كرامة صديقك غالية عليك مثل كرامتك أنت تماما).
- العلم "هليل" معلم الناموس يقول للدخيل على اليهودية. (ما تكرهه لنفسك لا تفعله بالأخرين). هذا هو الناموس والباقي شرح له. فأذهب وتعلم ...!!
وهنا نرى الفرق في التعليم السلبي والايجابي. فمعلمي العالم اتبعوا التعليم السلبي لا تضر. ولكن تعليم الرب ايجابي بأنك لكي لا تضر قدم النفع قدم الخير.
لذا كتب الامبراطور إسكندر سيفيروس بحروف من ذهب في غرفته هذه الكلمات:
"فَكُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ النَّاسُ بِكُمُ افْعَلُوا هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً بِهِمْ لأَنَّ هَذَا هُوَ النَّامُوسُ وَالأَنْبِيَاءُ" (مت7: 12).
** فتعالوا بنا بعد هذا نري كيف أعلن الرب يسوع تعاليمه. ونتعلم كيف يربط الرب التعاليم بالفعل ليصل بنا إلى قمة الاخلاقيات، فأن اردت أن تسأل الرب لماذا هذا الربط؟ فعليك تقرأ هذه الآيات وتتأملها جيدًا.
[اش 1: 15-17، 58: 6-9؛ زك 7: 6-9؛ في 4: 8]
تعال نرى كيف طبق يسوع القانون الذهبي للمعاملات بحياته لنسلك نحن في حياتنا: -
1- أن يأتوا إليه. "تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ". (مت 11: 28).
- فأتي إليهم." أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ. (لو 2: 11). "فَاذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً، لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ" (مت 9: 13) أقرأ أيضًا (يو10: 10؛ هو 6: 6)
2- أن يحيوا. "الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ"(1تي 2: 4).
- مات لأجلهم وقام. "الَّذِي أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا وَأُقِيمَ لأَجْلِ تَبْرِيرِنَا". (رو4: 25)، "وَهذِهِ هِيَ الشَّهَادَةُ: أَنَّ اللهَ أَعْطَانَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَهذِهِ الْحَيَاةُ هِيَ فِي ابْنِهِ". (1يو5: 11)
3- أن يحبوه. " ... لِكَيْ تُحِبَّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ لِتَحْيَا. (تث 30: 16).
- يأتي فعل الرب واضح. أحبهم. "لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ". (يو3: 16)، "لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ". (يو15: 13).
4- أن يعطوه. "يَا ابْنِي أَعْطِنِي قَلْبَكَ، وَلْتُلاَحِظْ عَيْنَاكَ طُرُقِي."(أم 23: 26). وأيضًا "هَاتُوا جَمِيعَ الْعُشُورِ إِلَى الْخَزْنَةِ لِيَكُونَ فِي بَيْتِي طَعَامٌ،"(ملا 10:3).
- اعطاهم حياته. "الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِ خَطَايَانَا، لِيُنْقِذَنَا مِنَ الْعَالَمِ الْحَاضِرِ الشِّرِّيرِ حَسَبَ إِرَادَةِ اللهِ وَأَبِينَا،"(غل 1: 4) راجع (يو17: 24؛ لو 6 :38)
5- أن يعيشوا له. "فَقَطْ عِيشُوا كَمَا يَحِقُّ لإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ،" (في1: 27)
- عاش لهم وبينهم. "فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضًا كَذلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ،"(عب2: 14)
6- أن يكونوا قديسين وكاملين لكي لا يدانوا . "إِنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ فَتَتَقَدَّسُونَ وَتَكُونُونَ قِدِّيسِينَ، لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ. وَلاَ تُنَجِّسُوا أَنْفُسَكُمْ بِدَبِيبٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ."(لا44:11) راجع (تس 3:4؛ مت48:5؛ جا 14:12)
- تقدس لأجلهم وحمل خطيتهم وقدسهم وكملهم. "وَلأَجْلِهِمْ أُقَدِّسُ أَنَا ذَاتِي، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا مُقَدَّسِينَ فِي الْحَقِّ."(يو19:17). راجع (1تس 23:5؛ 1بط 10:5؛ رو 1:8؛ 2بط 3:1)
7- أن يكونوا معه. "أَنَا اللهُ الْقَدِيرُ. سِرْ أَمَامِي وَكُنْ كَامِلاً،"(تك 1:17) + (مت 19:4).
- اتحد بهم. "أَيُّهَا الآبُ أُرِيدُ أَنَّ هؤُلاَءِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي يَكُونُونَ مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا، لِيَنْظُرُوا مَجْدِي الَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لأَنَّكَ أَحْبَبْتَنِي قَبْلَ إِنْشَاءِ الْعَالَمِ."(يو24:17) + (يو14:20؛ يو3:14).