في القيامة حياة مختلفة
5/5/2025 12:00:00 AM
القيامة حياة مختلفة في تاريخ الخلاص، أجابت على الأسئلة الكثيرة التي كانت بلا إجابات يوم الجمعة، والصمت الرهيب يوم السبت، والذي حدث فجر الأحد حين قام المسيح أجاب على كافة الأسئلة، وأزال حالة الصمت الرهيب الكئيب. وكان الوحي قد أعطى لنا تفسيرًا عما حدث، وهو كما ذكر بولس الرسول: "الَّذِي أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا وَأُقِيمَ لأَجْلِ تَبْرِيرِنَا." (رو 4: 25). فقد مات ليعطي لنا حياة وقام ليمنح لنا النصرة: "وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ." (أف 2: 6).
تناول البشير لوقا حدث القيامة بتفاصيل كثيرة ولكن وهو يتحدث عن القيامة استخدم فعل "فتح" كثيرًا في لوقا 24 وفي أعمال الرسل بعد ذلك. وأمام الفعل فتح نعرف ماذا فعلت لنا وفينا القيامة في حياة التلاميذ وحياتنا، وهو ما لاحظه وارين وريزبي وتتبع الفعل في تفسر لإنجيل لوقا، حيث يشير إلى ثلاث أمور مهمة، وهي:
1- قبر مفتوح: "فَوَجَدْنَ الْحَجَرَ مُدَحْرَجًا عَنِ الْقَبْرِ." (لو 24: 2).
2- عيون مفتوحة: "فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَرَفَاهُ ثُمَّ اخْتَفَى عَنْهُمَا" (لو 24: 31)، وذلك بالمقارنة مع ما حدث مع أدم وحواء: "فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ. فَخَاطَا أَوْرَاقَ تِينٍ وَصَنَعَا لأَنْفُسِهِمَا مَآزِرَ." (تك 3: 7).
3- ذهن مفتوح: "حِينَئِذٍ فَتَحَ ذِهْنَهُمْ لِيَفْهَمُوا الْكُتُبَ." (لو 24: 45).
أولاً: قبر مفتوح
ما هي الرسالة التي تحملها لنا القبر المفتوح؟ "فَوَجَدْنَ الْحَجَرَ مُدَحْرَجًا عَنِ الْقَبْرِ." (لو 24: 2). يحمل لنا القبر المفتوح عدة رسائل، منها:
1- القبر المفتوح شهادة مادية على قيامة المسيح من الأموات. كل قبور العالم ملآنة عظامًا ومغلقة أما قبر المسيح مفتوحًا، "فَدَخَلْنَ وَلَمْ يَجِدْنَ جَسَدَ الرَّبِّ يَسُوعَ." (لو 24: 3).
2- القبر المفتوح دليل على صدق كلام المسيح، "فَتَذَكَّرْنَ كَلاَمَهُ" (لو 24: 8). وهذه هي الشهادة الروحية من كلمة الله المقدسة على القيامة. "اُذْكُرْنَ كَيْفَ كَلَّمَكُنَّ وَهُوَ بَعْدُ فِي الْجَلِيلِ قَائِلًا: إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُسَلَّمَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي أَيْدِي أُنَاسٍ خُطَاةٍ، وَيُصْلَبَ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ (لو 24: 6-7).
3- من القبر المفتوح خرجت الكرازة والبشارة للتلاميذ وللعالم كله، المسيح قام بالحقيقية قام.
4- القبر المفتوح علامة على أن المسيح حي: "قَالاَ لَهُنَّ: لِمَاذَا تَطْلُبْنَ الْحَيَّ بَيْنَ الأَمْوَاتِ؟" (لو 24: 5). "لاَ تَخَفْ، أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ، وَالْحَيُّ. وَكُنْتُ مَيْتًا، وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ! آمِينَ. وَلِي مَفَاتِيحُ الْهَاوِيَةِ وَالْمَوْتِ." (رؤ 1: 17-18). "فَمِنْ ثَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَ أَيْضًا إِلَى التَّمَامِ الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ بِهِ إِلَى اللهِ، إِذْ هُوَ حَيٌّ فِي كُلِّ حِينٍ لِيَشْفَعَ فِيهِمْ." (عب 7: 25).
لذا يبقى أن القبر المفتوح خير دليل على قيامة المسيح من الأموات، ويبقى القبر دليلاً ماديًا مهمًا لمن عاصروا الحدث وشهدوا بذلك، مع الدليل الروحي المهم أن المسيح قال ذلك قبل موته: "إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُسَلَّمَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي أَيْدِي أُنَاسٍ خُطَاةٍ، وَيُصْلَبَ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ (لو 24: 6). فالقبر المفتح دليل على صدق كلام المسيح، وهو أيضًا أساس الإرسالية والكرازة، فنحن نكرز بيسوع المسيح المقام من الأموات. وتخبرنا القيامة إننا لا نستطيع أن نتمتع بقيامة المسيح ونحن في حالة الخوف أو الحزن: "وَإِذْ كُنَّ خَائِفَاتٍ وَمُنَكِّسَاتٍ وُجُوهَهُنَّ إِلَى الأَرْضِ." (لو 24: 5). "وَلَمَّا قَالَ هذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَجَنْبَهُ، فَفَرِحَ التَّلاَمِيذُ إِذْ رَأَوْا الرَّبَّ." (يو 20: 20).
ثانيًا: عيون مفتوحة
المسيح المقام يفتح العيون، وهذه هي مهمته الأساسية فعلها قبل الصليب إذ فتح أعين العمي (متى 20: 29-33)، وأعطى عيونًا للمولود أعمى (يو 9): وهذا تحقيقًا لإرساليته: "رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ، وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ،" (لو 4: 18). وتحقيقيًا للرؤية المسيانية التي يقوم بها الرب: "الرَّبُّ يَفْتَحُ أَعْيُنَ الْعُمْيِ. الرَّبُّ يُقَوِّمُ الْمُنْحَنِينَ. الرَّبُّ يُحِبُّ الصِّدِّيقِينَ." (مز 146: 8).
وإن كان المسيح فتح أعين العمي ماديًا قبل الصليب فهو بعد القيامة يفتح بصيرتهم الروحيّة وهذا ما تم مع تلميذي عمواس ومع كل تلاميذ عمواس، "إِذْ هُمْ مُظْلِمُو الْفِكْرِ، وَمُتَجَنِّبُونَ عَنْ حَيَاةِ اللهِ لِسَبَبِ الْجَهْلِ الَّذِي فِيهِمْ بِسَبَبِ غِلاَظَةِ قُلُوبِهِمْ." (أف 4: 18).
ولكي يبرهن لوقا على فاعلية القيامة ذكر رحلة تلميذي عمواس مع المسيح المقام من الأموات، سار معهم في الطريق، كان عابسين، في حالة من الحيرة والتشويش وفقدان الرجاء، غير مصدقين ما تم، يتركون أورشليم بؤرة الأحداث ويرجون إلى عمواس. المسيح المقام يسير معنا رحلتنا ويصنع منها قصة مختلفة، حتى ولو كانت الرحلة فيها شك، حيرة، خوف، فقدان الرجاء. المسيح عالج كل هذا في حواره معهما. وكما فعل الملاك حيث ذكر النسوة بكلام المسيح "اُذْكُرْنَ كَيْفَ كَلَّمَكُنَّ وَهُوَ بَعْدُ فِي الْجَلِيلِ قَائِلًا: إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُسَلَّمَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي أَيْدِي أُنَاسٍ خُطَاةٍ، وَيُصْلَبَ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ. فَتَذَكَّرْنَ كَلاَمَهُ." (لو 24: 6-8). المسيح يفسر لهما المكتوب فَقَالَ لَهُمَا: أَيُّهَا الْغَبِيَّانِ وَالْبَطِيئَا الْقُلُوبِ فِي الإِيمَانِ بِجَمِيعِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الأَنْبِيَاءُ! أَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ بِهذَا وَيَدْخُلُ إِلَى مَجْدِهِ؟ ثُمَّ ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ." (لو 24: 25-27). وهنا نتعلم درسًا مهمًا وهو جيد ان نتذكر المكتوب ونفسره لنفهمه فتتغير حياتنا وسلوكياتنا.
يسجل لوقا هذه الموقف المستنير، "فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَرَفَاهُ ثُمَّ اخْتَفَى عَنْهُمَا" (لو 24: 31). وهذا الموقف يذكرنا بانفتاح مختلف بعد الخطية "فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ. فَخَاطَا أَوْرَاقَ تِينٍ وَصَنَعَا لأَنْفُسِهِمَا مَآزِرَ." (تك 3: 7). وشتان الفرق بين الاثنين. "مُسْتَنِيرَةً عُيُونُ أَذْهَانِكُمْ، لِتَعْلَمُوا مَا هُوَ رَجَاءُ دَعْوَتِهِ، وَمَا هُوَ غِنَى مَجْدِ مِيرَاثِهِ فِي الْقِدِّيسِينَ،" (أف 1: 18).
المعرفة مهمة، لماذا؟ "قَدْ هَلَكَ شَعْبِي مِنْ عَدَمِ الْمَعْرِفَةِ. لأَنَّكَ أَنْتَ رَفَضْتَ الْمَعْرِفَةَ أَرْفُضُكَ أَنَا حَتَّى لاَ تَكْهَنَ لِي. وَلأَنَّكَ نَسِيتَ شَرِيعَةَ إِلهِكَ أَنْسَى أَنَا أَيْضًا بَنِيكَ." (هو 4: 6). "لِذلِكَ سُبِيَ شَعْبِي لِعَدَمِ الْمَعْرِفَةِ، وَتَصِيرُ شُرَفَاؤُهُ رِجَالَ جُوعٍ، وَعَامَّتُهُ يَابِسِينَ مِنَ الْعَطَشِ." (إش 5: 13). لذا كانت صلاة المسيح "وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ." (يو 17: 3). وطلبة بولس: "لأَعْرِفَهُ، وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ، مُتَشَبِّهًا بِمَوْتِهِ،" (في 3: 10). والطلبة المستمر هي: "وَلكِنِ انْمُوا فِي النِّعْمَةِ وَفِي مَعْرِفَةِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. لَهُ الْمَجْدُ الآنَ وَإِلَى يَوْمِ الدَّهْرِ. آمِينَ." (2 بط 3: 18).
وقد ربط لوقا بين التفسير وانفتاح العين والتهاب القلب "فَقَالَ بَعْضُهُمَا لِبَعْضٍ: أَلَمْ يَكُنْ قَلْبُنَا مُلْتَهِبًا فِينَا إِذْ كَانَ يُكَلِّمُنَا فِي الطَّرِيقِ وَيُوضِحُ لَنَا الْكُتُبَ؟" (لو 24: 32). "فَتْحُ كَلاَمِكَ يُنِيرُ، يُعَقِّلُ الْجُهَّالَ." (مز 119: 130). "سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي." (مز 119: 105).
لم يعلم المسيح بالمعجزات أو بالظهورات بعد القيامة ولكن قادهم بحكمة إلى المكتوب، والمكتوب له مصداقية كثيرة، وذلك بحسب ما ورد على لسان الرسول بولس: "وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِالإِنْجِيلِ الَّذِي بَشَّرْتُكُمْ بِهِ، وَقَبِلْتُمُوهُ، وَتَقُومُونَ فِيهِ، وَبِهِ أَيْضًا تَخْلُصُونَ، إِنْ كُنْتُمْ تَذْكُرُونَ أَيُّ كَلاَمٍ بَشَّرْتُكُمْ بِهِ. إِلاَّ إِذَا كُنْتُمْ قَدْ آمَنْتُمْ عَبَثًا! فَإِنَّنِي سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِي الأَوَّلِ مَا قَبِلْتُهُ أَنَا أَيْضًا: أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الْكُتُبِ، وَأَنَّهُ دُفِنَ، وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ. (1 كو 15: 1-4). في مسيرة الروحيّة في القيامة تنفتح أعيننا وتلتهب قلوبنا، وتنفتح بصيرتنا الروحيّة.
ثالثًا: ذهن مفتوح
من قبر مفتوح إلى عيون مفتوحة لنصل على ذهن مفتوح: "حِينَئِذٍ فَتَحَ ذِهْنَهُمْ لِيَفْهَمُوا الْكُتُبَ." (لو 24: 45). وهذا يأتي في سياق المكتوب: وَقَالَ لَهُمْ: هذَا هُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ وَأَنَا بَعْدُ مَعَكُمْ: أَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ يَتِمَّ جَمِيعُ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنِّي فِي نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ. حِينَئِذٍ فَتَحَ ذِهْنَهُمْ لِيَفْهَمُوا الْكُتُبَ. وَقَالَ لَهُمْ: هكَذَا هُوَ مَكْتُوبٌ، وَهكَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ، مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ. وَأَنْتُمْ شُهُودٌ لِذلِكَ. وَهَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ مَوْعِدَ أَبِي. فَأَقِيمُوا فِي مَدِينَةِ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَنْ تُلْبَسُوا قُوَّةً مِنَ الأَعَالِي." (لوقا 24: 44-49).
ومن خلال هذا النص يتبين مجموعة من الحقائق الآتية:
1- المسيح هو محور الكتاب المقدس، وهو الشخصية الأساسية لكل الكتاب من التكوين إلى الرؤيا.
2- الهدف هو الكرازة، الإعلان عمن هو المسيح وما هو عمله.
3- الغرض هو التوبة، وهي الرسالة التي نادى بها المسيح: "مِنْ ذلِكَ الزَّمَانِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَكْرِزُ وَيَقُولُ: تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ." (مت 4: 17).
4- الوسيلة هي الشهادة والإرسالية: "لكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ»." (أع 1: 8).
انفتاح الذهن يقود إلى تجديده "وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ." (رو 12: 2). الذهن المفتوح هو الذي يستنير بكلمة الله، ويتمتع بمركزية المسيح في الحياة، ويعيش حياة التغيير، ووسيلته في ذلك الشهادة والكرازة والبشارة بالمكتوب.
وحين ننتبع كلمة وفعل "فتح" في أعمال الرسل نجدها في ثلاثة مواضع وهي:
1- سماوات مفتوحة: "وَأَمَّا هُوَ فَشَخَصَ إِلَى السَّمَاءِ وَهُوَ مُمْتَلِئٌ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، فَرَأَى مَجْدَ اللهِ، وَيَسُوعَ قَائِمًا عَنْ يَمِينِ اللهِ. فَقَالَ: هَا أَنَا أَنْظُرُ السَّمَاوَاتِ مَفْتُوحَةً، وَابْنَ الإِنْسَانِ قَائِمًا عَنْ يَمِينِ اللهِ." (أع 7: 55-56).
2- قلب مفتوح: "فَكَانَتْ تَسْمَعُ امْرَأَةٌ اسْمُهَا لِيدِيَّةُ، بَيَّاعَةُ أُرْجُوَانٍ مِنْ مَدِينَةِ ثَيَاتِيرَا، مُتَعَبِّدَةٌ للهِ، فَفَتَحَ الرَّبُّ قَلْبَهَا لِتُصْغِيَ إِلَى مَا كَانَ يَقُولُهُ بُولُسُ." (أع 16: 14).
3- سجن مفتوح: "فَحَدَثَ بَغْتَةً زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَتَّى تَزَعْزَعَتْ أَسَاسَاتُ السِّجْنِ، فَانْفَتَحَتْ فِي الْحَالِ الأَبْوَابُ كُلُّهَا، وَانْفَكَّتْ قُيُودُ الْجَمِيعِ." (أع 16: 26).
رســائـل خـتـامـيـة:
1- القبر المفتوح رسالة وشهادة ودعوة لتصديق كلام المسيح الحيّ الذي أعطانا بقيامته حياة،
2- في العيون المفتوحة إدراك واعي بحقيقة شخص المسيح وبشهادة كلم الله عنه، ونعرف شخص المسيح من المكتوب.
3- في الذهن المفتوح فهم لكلمة الله ودعوة لحياة الاستنارة،
4- في الضيقات نجد سماوات مفتوحة، وأمام الكرازة قلوب مفتوحة، وفي وقت الشدائد سجون مفتوحة،
5- في حدث القيامة أعلن عن المسيح في الوسط: "وَبَعْدَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ كَانَ تَلاَمِيذُهُ أَيْضًا دَاخِلًا وَتُومَا مَعَهُمْ. فَجَاءَ يَسُوعُ وَالأَبْوَابُ مُغَلَّقَةٌ، وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ وَقَالَ: سَلاَمٌ لَكُمْ! " (يو 20: 26). وهو من قبل صلب بين لصين "وَصَلَبُوا مَعَهُ لِصَّيْنِ، وَاحِدًا عَنْ يَمِينِهِ وَآخَرَ عَنْ يَسَارِهِ." (مر 15: 27). "لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ." (مت 18: 20). المسيح وسط حياتنا في ظروف الحياة يعطي استنارة وفهم في رحلة حياتنا معه.