آراء و أقلام إنجيلية

قراءة في معجزتي صيد السمك

  • بقلم: ق. عيد صلاح

نجد في المعجزتين الواردتين في (لوقا 5: 1-11؛ يوحنا 21: 1-14) ترابطًا كبيرًا بينهما، الأولى حدثت في بداية دعوة المسيح للتلاميذ والثانية بعد القيامة وقبل الصعود. عَمَل المسيح في المعجزتين بقوة وحوَّل الفشل إلى نجاح حقيقي ملموس. وفي تناول المعجزات كما دونها الكتاب المقدَّس هي ليست للعرض (الشو) والإبهار ولكنها للإعلان عن عمل الله، وهي ليست للتمركز حول الذات بل حول الله، وهي ليست للتسلية ولكن للتعلّم.
نرى في المعجزتين ثلاثة أمور واضحة: تعب وفشل، سمع وطاعة، صيد وفير. ونرى أيضًا في الموقفين بطرس شخصية محورية، في الأولى يعلن أنه رجل خاطئ: "فَلَمَّا رَأَى سِمْعَانُ بُطْرُسُ ذلِكَ خَرَّ عِنْدَ رُكْبَتَيْ يَسُوعَ قَائِلًا: اخْرُجْ مِنْ سَفِينَتِي يَا رَبُّ، لأَنِّي رَجُلٌ خَاطِئٌ!" (لو 5: 8). وفي الثانية يلقي نفسه في البحر: "فَقَالَ ذلِكَ التِّلْمِيذُ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ لِبُطْرُسَ: هُوَ الرَّبُّ! فَلَمَّا سَمِعَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ أَنَّهُ الرَّبُّ، اتَّزَرَ بِثَوْبِهِ، لأَنَّهُ كَانَ عُرْيَانًا، وَأَلْقَى نَفْسَهُ فِي الْبَحْرِ." (يو 21: 7). في المعجزة الأولى تخرقت الشبكة وفي المعجزة الثانية الشبكة لم تتخرّق. في الأولى الإشارة إلى سمك كثير، في الثانية لإشارة إلى 153 سمكة.
أهمية تكرار الموقف بصور وتفاصيل مختلفة في بداية خدمة المسيح وبعد قيامته يبين أن لهاتين المعجزتين قيمة وأهمية عظيمة. وعنما يركِّز الإنجيل عليهما يبين أن هناك دروس عظيمة من ورائهما، وهذا ما نراه في الآتي:
1- الله يعمل من خلال عملنا وفشلنا،
2- الله يعمل من خلال الطاعة،
3- العمل وسيلة لتمجيد الله،
4- المسيح يتلامس مع احتياجاتنا،
5- عمومية رسالة المسيح.
أولاً: الله يعمل من خلال عملنا وفشلنا
في المعجزتين أكَّد المسيح أنه يستطيع أن يعمل بنا من خلال ما نقوم به من أعمال، وما لدينا من أمكانيات ومهارات، ومن خلال مواقفنا ومواقعنا. الجدير بالذكر أن الله يعمل من في وسط فشل التلاميذ، ويعمل أيضًا من خلال نجاح التلاميذ، من خلال الحرفة والصنعة والمهنة الله يعمل. لكن متى بدأ يعمل المسيح؟ بداية عمل المسيح مثير للدهشة والاهتمام، ففي الموقف الأول: "فَأَجَابَ سِمْعَانُ وَقَالَ لَهُ: يَا مُعَلِّمُ، قَدْ تَعِبْنَا اللَّيْلَ كُلَّهُ وَلَمْ نَأْخُذْ شَيْئًا. وَلكِنْ عَلَى كَلِمَتِكَ أُلْقِي الشَّبَكَةَ." (لو 5: 5). وفي الموقف الثاني: "وَفِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ لَمْ يُمْسِكُوا شَيْئًا." (يو 21: 3).
في الموقفين إعلان عن فشل كبير، وعن تعب طول الليل، وعن نتيجة صعبة من خلال عمل وجهد، ولكن في الموقفين الله يعمل عندما يفشل الإنسان. السفينة تحولت إلى منبر للخدمة والحرفة والصنعة تحوَّلت إلى منبر لإعلان عمل المسيح.
من المدهش أن المسيح ذهب إلى التلاميذ هو المبادر دائمًا يفكرنا بمشهد الله المبادر الذي ذهب إلى أدم وحواء في جنة عدن عندما سقطا "وَسَمِعَا صَوْتَ الرَّبِّ الإِلهِ مَاشِيًا فِي الْجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ، فَاخْتَبَأَ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ الإِلهِ فِي وَسَطِ شَجَرِ الْجَنَّةِ." (تك 3: 8).
ومن المدهش أيضًا أن المسيح ذهب إلى التلاميذ وهم يعملون ليؤكد على أهمية العمل، الله لا يعمل مع الكسالى لكن مع المجتهدين، ويؤكد أن العمل ليس فريضة أو ضريبة ولكنه دعوة إلهية. "وَأَخَذَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ وَوَضَعَهُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَهَا وَيَحْفَظَهَا." (تك 2: 15).
ثانيًا: الله يعمل من خلال الطاعة
حدثت المعجزتان نتيجة للسمع والطاعة، في الأولى: "وَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْكَلاَمِ قَالَ لِسِمْعَانَ: ابْعُدْ إِلَى الْعُمْقِ وَأَلْقُوا شِبَاكَكُمْ لِلصَّيْدِ. فَأَجَابَ سِمْعَانُ وَقَالَ لَهُ: يَا مُعَلِّمُ، قَدْ تَعِبْنَا اللَّيْلَ كُلَّهُ وَلَمْ نَأْخُذْ شَيْئًا. وَلكِنْ عَلَى كَلِمَتِكَ أُلْقِي الشَّبَكَةَ." (لو 5: 4-5). وفي الثانية: "فَقَالَ لَهُمْ: أَلْقُوا الشَّبَكَةَ إِلَى جَانِبِ السَّفِينَةِ الأَيْمَنِ فَتَجِدُوا». فَأَلْقَوْا، وَلَمْ يَعُودُوا يَقْدِرُونَ أَنْ يَجْذِبُوهَا مِنْ كَثْرَةِ السَّمَكِ." (يو 21: 6).
السؤال: ماذا لو لم يطيع التلاميذ كلام السيد؟ تكون الإجابة لم ينالوا هذه البركات والخيرات والنجاح العظيم المبهر. فالطاعة موقف إيجابي، وتنفيذ الوصايا حتى لو كانت ضد تصوراتنا وتوقعاتنا وخبراتنا البشرية أمر ضروري.
تعامل الله منذ القديم مبني على الطاعة الناتجة عن حب وليس عن قهر، مشكلة آدم وحواء أنهما سمعها ولم يطيعا. وكأن الإنجيل يعيد الصورة الصحية والسليمة والمثالية وهي المبنية على السمع والطاعة لوصايا الله. ففي الطاعة بركة كبيرة للأفراد وللكنيسة. وفي زمن التفاهة تكون الدعوة أن ندخل إلى العمق، عمق الشركة والمحبة والإيمان.
ثالثًا: العمل وسيلة لتمجيد اسم الرب
من خلال العمل وفي العمل أُعلن المسيح رب، في المعجزة الأولى: "فَلَمَّا رَأَى سِمْعَانُ بُطْرُسُ ذلِكَ خَرَّ عِنْدَ رُكْبَتَيْ يَسُوعَ قَائِلًا: اخْرُجْ مِنْ سَفِينَتِي يَا رَبُّ، لأَنِّي رَجُلٌ خَاطِئٌ!" (لو 5: 8). وفي المعجزة الثانية: "فَقَالَ ذلِكَ التِّلْمِيذُ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ لِبُطْرُسَ: هُوَ الرَّبُّ! فَلَمَّا سَمِعَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ أَنَّهُ الرَّبُّ، اتَّزَرَ بِثَوْبِهِ، لأَنَّهُ كَانَ عُرْيَانًا، وَأَلْقَى نَفْسَهُ فِي الْبَحْرِ." (يو 21: 7).
العمل ليس هدفًا في ذاته، لكن من خلال العمل الإنسان يؤدي رسالة، العمل وسيلة لتمجيد اسم الله وإعلان ربوبيته وسلطانه. في وقت النجاح وفي وقت الفشل في الموقفين أُعلن رسميًا على لسان بطرس ويوحنا أن المسيح هو الرب. صيد السمك لم يبهر التلاميذ، لم يسلطوا الضوء على السمك الكثير، ولكن النتيجة الأعظم كانت في تحول نظر التلاميذ إلى المسيح في كونه "الرب".
وهو المطلوب منا دائمًا في بيوتنا وأعمالنا وخدمتنا في المدرسة والمستشفى وفي كل مجالات العمل يعلن أن المسيح هو الرب.
رابعًا: الله يتلامس مع الاحتياجات المختلفة
بيِّنت المعجزتان أنَّ المسيح يهتم بالتلاميذ، يذهب إليهم، يتحاور معهم، يعرف احتياجاتهم، ويتحداهم. في الموقف الأول تعبوا الليل كله، في الموقف الثاني بطرس يخرج ومعه التلاميذ ولكنهم لم يصطادوا الليل كله أيضًا. الله يتدخل في الوقت المناسب، لم ينعمها الله من خوض التجربة، ولكن من خلال التجربة يعلمهم، في الموقف الأول حصنهم ضد الخوف قائلاً لسمعان: لا تخف (لو 5: 10)، وفي الموقف الثاني كان ظهوره لهم ضرورة ليمنحهم الأمن والأمان والطمأنينة (يو 21: 14). وهو نفس المشهد الذي تم في الهزيع الرابع من الليل: "وَفِي الْهَزِيعِ الرَّابعِ مِنَ اللَّيْلِ مَضَى إِلَيْهِمْ يَسُوعُ مَاشِيًا عَلَى الْبَحْرِ." (مت 14: 25).
تلامس المسيح مع احتياجات التلاميذ، وهو المنهج الذي لم يحد عنه أبدًا: "وَلَمَّا رَأَى الْجُمُوعَ تَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ، إِذْ كَانُوا مُنْزَعِجِينَ وَمُنْطَرِحِينَ كَغَنَمٍ لاَ رَاعِيَ لَهَا." (مت 9: 36). فلنثق أن الله يتلامس مع احتياجاتنا. "وَالْقَادِرُ أَنْ يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ، أَكْثَرَ جِدًّا مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ، بِحَسَبِ الْقُوَّةِ الَّتِي تَعْمَلُ فِينَا،" (أف 3: 20).
خامسًا: عمومية رسالة المسيح
أظهرت المعجزتان عمومية رسالة الإنجيل ورسالة المسيح، ففي الموقف الأول: فَقَالَ يَسُوعُ لِسِمْعَانَ: لاَ تَخَفْ! مِنَ الآنَ تَكُونُ تَصْطَادُ النَّاسَ! " (لو 5: 10). وفي الموقف الثاني: "فَصَعِدَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَجَذَبَ الشَّبَكَةَ إِلَى الأَرْضِ، مُمْتَلِئَةً سَمَكًا كَبِيرًا، مِئَةً وَثَلاَثًا وَخَمْسِينَ. وَمَعْ هذِهِ الْكَثْرَةِ لَمْ تَتَخَرَّقِ الشَّبَكَةُ." (يو 21: 11). في الموقف الأول شبكة الكرازة لجميع الناس، وفي الموق الثاني في الشبكة 153 سمكة.
البعض مثل القديس جيروم رأى أنه يشير إلى شمولية رسالة المسيح لأن العالم القديم كان يعرف 153 نوعًا من السمك، وكأن الشبكة رمز للإنجيل الذي يجمع كل الشعوب بلا استثناء، بينما القديس أغسطينوس فسَّره حسابيًا إذ أن مجموع الأعداد من 1 إلى 17 يساوي 153، والرقم 17 يرمز إلى الوصايا العشر مع مواهب الروح القدس السبع، أي إلى كمال شعب الله الممتلئ بالوصية والنعمة، وهناك من اعتبر أن ذكر العدد بالتحديد تأكيد واقعي على أن المعجزة حقيقية وأن عمل الله منظم ودقيق، كما أن امتلاء الشبكة دون أن تتخرق رغم العدد الكبير يرمز إلى وحدة الكنيسة الجامعة التي تضم شعوبًا متنوعة لكنها تظل واحدة في المسيح؛ وبذلك يجمع هذا العدد بين البعد الرمزي واللاهوتي والواقعي، ليعلن أن رسالة المسيح شاملة، كاملة، دقيقة، وحافظة لوحدة المؤمنين.
ولكني أميل إلى الرأي القائل بأن عدد السمك في ذلك الوقت حسب ما ذكر القيس جيروم بـ 153 نوعًا، ليمثلا أبناء الله في مكان وزمان، ولتفتح الكنيسة أبوابها أمام الجميع، وتسقط كافة الحواجز العرقية والعنصرية ليكون الكل واحد في المسيح: "لكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ." (أع 1: 8). في المسيح سقطت كافة الحواجز: "حَيْثُ لَيْسَ يُونَانِيٌّ وَيَهُودِيٌّ، خِتَانٌ وَغُرْلَةٌ، بَرْبَرِيٌّ سِكِّيثِيٌّ، عَبْدٌ حُرٌّ، بَلِ الْمَسِيحُ الْكُلُّ وَفِي الْكُلِّ." (كو 3: 11). ودعوة المسيح أن الكرازة للجميع: "وَقَالَ لَهُمُ: اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا." (مر 16: 15).
تطبيقات عملية:
1- في كثير من الأحيان نواجه تعبًا طويلًا أو فشلًا متكررًا في عملنا، دراستنا، أو حتى في حياتنا العائلية.
لكن خبرة التلاميذ تعلّمنا أن الله لا ينتظر نجاحنا الكامل ليبدأ العمل، بل يقتحم ضعفنا وفشلنا ليُحوّله إلى نجاح عظيم. هذا يدعونا أن ننظر للفشل لا كعائق، بل كفرصة نسمح فيها لله أن يستخدمنا. لذلك عندما نتعب ونشعر بالعجز، علينا أن نتذكر أن المسيح قادر أن يحوّل سفينة الفشل إلى منبر للبركة.
2- المعجزتان كانتا نتيجة مباشرة لطاعة التلاميذ لصوت المسيح.
فبطرس ألقى الشبكة "على كلمتك"، والتلاميذ بعد القيامة أطاعوا أمره رغم خبرتهم السابقة في الصيد. الطاعة الحقيقية لله قد تبدو أحيانًا غير منطقية أو عكس خبرتنا، لكنها دائمًا تفتح الباب للبركة. حياتنا اليومية مليئة بمواقف نختار فيها بين منطقنا وبين كلمة الله، وهنا يظهر إيماننا الحقيقي. فلتكن قاعدتنا: "على كلمتك يا رب" حتى لو لم نفهم كل شيء.
3- العمل في المفهوم المسيحي ليس مجرد وسيلة للرزق، بل مجال لإعلان حضور الله في العالم. فالتلاميذ من خلال الصيد رأوا مجد المسيح واعترفوا أنه "الرب". هكذا يُمكن لنجاحنا أو حتى لتجارب فشلنا أن يكونا شهادة لله إن عشناهما بروح الإيمان. لذلك نحن مدعوون أن نكون أمناء في أعمالنا ودراستنا وخدمتنا، ليس فقط لأن الناس يراقبوننا، بل لأن حياتنا كلها يجب أن تُعلن أن المسيح هو الرب.
4- المسيح لم يتجاهل تعب التلاميذ ولا احتياجاتهم، بل اقترب منهم في لحظة اليأس والفراغ. كذلك اليوم، هو حاضر في تفاصيل حياتنا اليومية، في تعبنا الجسدي والنفسي، وفي احتياجاتنا المادية والروحية. الله لا يعدنا بحياة بلا تجارب، لكنه يعدنا أن يكون معنا في وسطها، يمنحنا عزاء وسلامًا، ويحوّل التجربة إلى درس روحي. هذا يدعونا أن نسلم له كل همومنا ونثق أن يده قادرة أن تسدّد أعوازنا "فوق كل ما نطلب أو نفتكر".
5- معجزتا الصيد لم تقتصرا على السمك فحسب، بل كانتا رمزًا لدعوة أعظم: "من الآن تكون تصطاد الناس". الشبكة المليئة بالسمك هي صورة للكنيسة التي تحتضن جميع الشعوب بلا استثناء. رسالة المسيح شاملة، تتجاوز الحدود العرقية والدينية والاجتماعية لتعلن أن الجميع مدعوون للخلاص. لذلك نحن أيضًا مدعوون أن نفتح قلوبنا للآخر، ونشهد بمحبة المسيح في البيت والعمل والمجتمع، وأن نكسر كل الحواجز التي تمنع وصول الإنجيل إلى الناس.
كما عمل المسيح مع التلاميذ في معجزتي صيد السمك، هكذا يعمل معنا اليوم. في فشلنا يقترب، وفي تعبنا يشجع، وبكلمته يحوِّل عجزنا إلى ثمر وفير. المهم أن نسمع صوته ونطيعه، فنجد البركة في حياتنا وأعمالنا. ولنتذكر دائمًا أن نجاحنا ليس غاية في ذاته، بل وسيلة لإعلان أن المسيح هو الرب. فلتكن قلوبنا وشباكنا مفتوحة دائمًا لاستقبال الجميع، لأن رسالة المسيح هي للجميع بلا استثناء. فلنرفع أعيننا إليه قائلين: "على كلمتك يا رب، نلقي شباكنا".
يا رب، نشكرك لأنك لا تتركنا في فشلنا، بل تقترب إلينا كما اقتربت من التلاميذ عند بحر الجليل. نعلن اليوم ثقتنا في كلمتك، ونقول مع بطرس: "على كلمتك يا رب نُلقي شباكنا". علّمنا أن نطيعك حتى إن لم نفهم، وأن نعمل لا لمجدنا، بل لمجد اسمك القدوس. المس حياتنا واحتياجاتنا كما لمست احتياجات التلاميذ، وحوِّل تعبنا إلى بركة، وضعفنا إلى قوة. واجعلنا شهودًا لك في بيوتنا وأعمالنا ومجتمعاتنا، فنكون شبكة مفتوحة لكل إنسان، نُعلن أن المسيح هو الرب، وأن خلاصك للجميع. آمين.