حكمة الحيات
9/29/2025 12:00:00 AM
اوصانا الرب يسوع منذ الفى عام ان نكون حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام وحديثى اليوم معكم عن حكمة الحيات وكيف يطلب منا السيد المسيح ان نتشبه بحكمة الحية وقد كانت الحية رمزا واضحا للمكر والخداع، في أول ظهور لها في سفر التكوين ، كانت هى ألاداة الرئيسية لإغواء حواء وإسقاط الإنسان في الخطيئة وهنا ترمز الحية للشيطان والتمرد على الله مباشرة ومن سفر التكوين حتى نصل إلى سفر الرؤيا نجد الروح يقول
"فطُرح التنين العظيم، الحية القديمة، المدعو إبليس والشيطان..."
وهنا ترمز الحية للشر ألأخير إلى إبليس نفسه عدو الإنسان وعدو الله .
وهنا لم يطلب السيد المسيح من تلاميذه أن يكونوا ماكرين مثل الحيات الشريرة، بل أن يتحلّوا بذكاء الحية في النجاة، ودهائها في مواجهة الأخطار، دون أن يفقدوا نقاء قلوبهم مثل الحمام. ولذلك لابد أن نتعلم من هذا الذكاء الواعى ونعيش بهذا الدهاء الايجابى .
فتعالوا نتعلم معا أن
الدهاء هو نوع من الذكاء العملي والمرن، يُمكّن الإنسان من التعامل بذكاء مع المواقف والناس، وتحقيق أهدافه بطرق غير مباشرة، دون صدام أو خسائر ودون خبث أو مكر .
باختصار شديد الدهاء هو
- حسن التصرف في المواقف الصعبة.
- قراءة الناس ومعرفة نواياهم دون أن يُقال شيء.
- اتخاذ القرارات الذكية في التوقيت المناسب.
- تحقيق النتائج دون إثارة الانتباه أو خلق أعداء.
إنه مزيج من الذكاء، الملاحظة، الصبر، والهدوء.
والفرق الواضح بين الذكاء والدهاء أن الذكي قد يقول ما يعرف لكن الداهية يعرف متى يقول ومتى يصمت ، فالدهاء ليس خبثا بل مهارة مبنية على الحكمة والفطنة والوعى الشديد ،
وهناك فرق رهيب بين الدهاء المقرون بالحكمة، وبين المكر المقرون بالشر. دهاء الحيات المطلوب روحيًا هو أن نكون حذرين، يقظين، نافذين البصيرة، لا أن نكون ماكرين خادعين.
تعالو نتأمل معا في صفات ألحية وكيف تستخدم ألحية هذا الدهاء المقرون بالحكمة و الحذر واليقظة وهذه هى صفاتها :
1- الصمت قبل الفعل:
الحية لا تُصدر صوتًا، لكنها تتحرك بهدوء. الداهية الحقيقي يعرف متى يتكلم ومتى يصمت.
2- التقدير الدقيق للموقف:
لا تهاجم إلا عند الضرورة، فتزن الخطر بدقة. هكذا من يتحلى بدهاء الحيات لا يندفع، بل يقرأ الواقع بعيون ثاقبة.
3- التخفي والمرونة:
تتكيّف مع البيئة، وتتحرك بانسيابية. الإنسان الداهية لا يصطدم، بل يناور، ويتكيّف دون أن يتنازل عن جوهره.
4- الضربة الواحدة الدقيقة:
عندما تهاجم، تصيب بدقة. الداهية لا يبعثر جهده، بل يعرف متى وكيف يتحرك ليحقق أقصى أثر بأقل مجهود.
فالدهاء ليس خطيئة إن كان يحمينا من الأذى ويُستخدم للخير. فدعوة المسيح ألعظيمة
"كونوا حكماءكالحيات."
هى دعوة للتفكير، والمراقبة، والفطنة،
هى دعوة للصمت متى يكون ألصمت حكمة ودعوة للكلام متى يكون ألكلام ضرورة هى دعوة أن لا نكون سذجًا في عالم لا يرحم، شريطة أن لا نفقد طهرنا ونقائنا في سبيل النجاة.