آراء و أقلام إنجيلية

أقلام انجيلية

  • بقلم: د.ق. أندريه زكي

الاهتمام بالفكر وتشكيله هي إحدى السمات الرئيسة والمركزية لإيمان الكنائس المصلحة، والقارئ لتاريخ الإصلاح الإنجيلي لا يكاد ينتهي من أولى صفحاته حتى يتيقَّن أن الإصلاح الإنجيلي قد أرسى مبادئ جليلة في نهضة الفكر، والتجديد، والتنوع والتعددية والانفتاح الفكري، إلى جانب إيمانه الراسخ بمركزية كلمة الله في الإيمان المسيحي.
وينسحب هذا بطبيعة الحال على تاريخ الكنيسة المصلحة في مصر بمختلف مذاهبها. فالعديد من الكتابات التي نعتز بها، يقرأها وينهل منها أبناء الطائفة الإنجيلية بمصر بصرف النظر عن المذهب، وقد شكَّلت وجداننا وعقلياتنا وصاغت أفكارنا في مختلف المجالات -اللاهوت والكتاب المقدس والعقيدة وتاريخ الكنيسة ودور الكنيسة وتأثيرها في المجتمع... وغيرها من المجالات.
وهذا هو الأمر الممتع والمهم في الوقت ذاته، أنَّ المذاهب الإنجيلية في مصر متفقة في أغلب المحاور الإيمانية، وأن مساحة الأرض المشتركة شديدة الاتساع. وأن الاختلافات في بعض المعتقدات لا ينبغي أن تقف أبدًا حائلًا دون التعاون والتشارك لبناء ملكوت الله والسعي لأن تكون الكنيسة شاهدًا قويًّا مؤثراً في المجتمع. وهذه هي العقيدة الراسخة لدى رئاسة الطائفة الإنجيلية بمصر، وهي ما نتلامس معه عمليًّا وواقعيًّا في كافة الفعاليَّات والأنشطة والمؤتمرات والاجتماعا ت التي تتشارك فيها كافة المذاهب الإنجيلية.
وهذا هو الاحتياج أيضًا في هذه المرحلة التي نعيشها؛ إذ تؤدي سرعة تبادل المعلومات وتوفر المصادر وتعدد الأفكار والمنصات وغيرها من الوسائل والأدوات سمةً تميِّز هذا العصر، وقد تستغل استغلالًا هدَّامًا، سواء في التشويه أو نشر الشائعات أو الأفكار المغلوطة.
ومن هنا كانت هذه الفكرة، مكان واحد يجتمع فيه القسوس واللاهوتيون والباحثون من مختلف المذاهب، يشاركون بدراساتهم الكتابية واللاهوتية لتعم الاستفادة ولنساعد في بناء الفكر وتشكيل الوعي لدى أبناء الكنيسة، وأن تكون هذه المشاركات على منصَّةٍ يسهل الوصول إليها، وهي موقع رئاسة الطائفة الإنجيلية، وأن يكون اسمها معبراً تعبيراً جزيلًا عن محتواها القيِّم "أقلام إنجيلية ". وكان الاحتياج أيضًا لرئيس تحرير؛ لديه شغف بهذا العمل، ومحبة لخدمة الكلمة وسعي للنهوض بالوعي والفكر، واحترافية في العمل الصحفي، ولذلك وقع الاختيار على الأستاذ أرمانيوس المنياوي، نائب رئيس تحريرجريدة الجمهورية، بما له من خبرات في فنون العمل الصحفي والكتابة. كما سيقوم القس بيتر عادل بالمراجعة اللاهوتية .
أصلي لأجل هذا العمل، وأثق أنه سيكون أداةً نمجد بها الله من خلال الكتابات والأبحاث، وأن تسهم في بناء العقول وتشكيل الوعي والتي اعتبرها السيد المسيح أساسًا لانطلاق ملكوته. وأن هذا العمل سيسهم في ترسيخ حالة من الحوار والنقاش ويثري الفكر اللاهوتي ويحفز على البحث في كلمة الله من أجل وعي أعمق وفكر مستنير.