آراء و أقلام إنجيلية

كسر الخبز

  • بقلم: أ. يوسف رياض

هي وليمة محبة، فيها يجتمع المؤمنون حول فاديهم الرب يسوع المسيح ليتمموا رغبته التي عبر عنها في ”الليلة التي أسلم فيها“ أن «اصنعوا هذا لذكري».
ليس القصد من هذه الممارسة غفران خطايا المتقدمين لكسر الخبز، بل بالحري يمارسها الذين تمتعوا بغفران خطاياهم، على حساب موت المسيح النيابي عنهم، وسفك دمه الكريم في الجلجثة، وهم تمتعوا بذلك الغفران بالإيمان.
ويأتون لكي يقدموا شكرهم وسجودهم للمسيح، لموته عن خطاياهم .
ولهذه الممارسة ثلاث مسميات كتابية:
1- كسر الخبز: وهي التسمية التي ترد في سفر الأعمال 2: 42، 46؛ 20: 7. والخبز هنا هو صورة لجسد المسيح الذي بذل لأجلنا فوق الصليب
2- مائدة الرب: 1كو 10: 21. والخبز هنا هو صورة لجسد المسيح السري، أعني به كنيسته، فيقول الكتاب «نحن الكثيرين خبز واحد جسد واحد».
3- عشاء الرب: 1كو 11: 20. والفكرة البارزة هنا هو إكرام المخلص طوال وجوده في السماء والإخبار بموته إلى أن يجيء (1كو 11: 26).
ومن سفر الأعمال 20: 7 نفهم أن الكنيسة الأولى خصصت يوم الرب لممارسة عشاء الرب حول مائدة الرب .
وعليه فنحن يلذ لنا في كل أول أسبوع أن نجتمع حول الرب لنصنع ذكرى موته.
والمائدة نحن لا نعطيها للأطفال الصغار، لأن الاشتراك يتطلب النضج والتقدير في الشخص المشارك .ففي 1كو 10: 15 يقول الرسول: «أقول كما للحكماء احكموا أنتم في ما أقول».
والأطفال لا يمكنهم الحكم الصحيح على كل الأمور. كما يحذرنا في (1كو 11: 27- 29) أن يأخذ أحدهم من المائدة وهو غير مميز جسد الرب ودمه، ومرة أخرى نقول إن هذا غير متوفر في الأطفال الصغار.
والعبارة التي قالها المسيح عن الخبز: «هذا هو جسدي»، نحن لا نفهم منها أن الخبز يتحول إلى ذات جسد المسيح ،بل هي لغة شائعة في الكتاب المقدس أن هذا الخبز يمثل جسد المسيح.
أمثلة كتابية: في (1كو 10: 4). يقول الرسول بولس عن بني إسرائيل قديماً: «جميعهم شربوا شراباً واحداً روحياً، من صخرة روحية تابعتهم، والصخرة كانت المسيح». لم يحدث تحول في الصخرة، لكنها في الصورة التي أمامنا تمثل شخص المسيح الذي ضرب لأجلنا، فتفجرت منه المياه المروية، والتي تشير إلى الروح القدس (يو 7: 37-39). وفي سفر التكوين يقول يوسف لرئيس السقاة: «الثلاثة القضبان هي ثلاثة أيام» (تك 12:40)، وما من أحد فهم أن الثلاثة القضبان التي رآها رئيس السقاة قد تحولت إلى ثلاثة أيام.
ويقول أيضا لفرعون: البقرات السبع الحسنة هي سبع سنين» وأيضا لا يفهم أحد أن البقرات تحولت إلى سنين.
تأكيد كتابي: يؤكد الرسول بولس أن ما نأكله هو خبز ولا يقول جسد أو لحم .«كلما أكلتم هذا الخبز.. إذاً أي من أكل هذا الخبز.. وهكذا يأكل من الخبز» (1كو 11: 26، 27، 28). الأمر الذي ما كان ليقال لو أنه حدث تحول في مادة الخبز والكأس لتصبح ذات جسد المسيح ودمه.
حتمية كتابية: في العهد القديم كان مقدم الذبيحة أعظم من الذبيحة نفسها، فإنسان (هو الكاهن) يقدم الذبيحة الحيوانية ،ولكن كيف لإنسان، كائن من كان، أن يقدم المسيح ابن الله. في الصليب المسيح ”قدم نفسه“ (عب 7: 27؛ 9: 14، 25؛ 10: 12؛ ...)، وفعل ذلك مرة واحدة وإلى الأبد. فهل ذبيحة المسيح (شأنها شأن ذبائح العهد القديم) قابلة للتكرار؟؟؟ فأين إذاً صرخة المسيح الظافرة من فوق الصليب ”قد أكمل“؟