القصد من العشاء الرباني
7/31/2023 12:00:00 AM
عزيزي القارئ الكريم، اريد أن اسبح معك في عبارات قليلة حول عشاء الرب .وابدأ حديثي معك بأن جاء في إقرار الإيمان الوستمنستري ، أن الرب يسوع في الليلة التي أسُلم فيها وضع سر جسده ودمه، وسمّاه العشاء الرباني لكي يمارّس في كنيسته إلي منتهى العالم، لأجل ذكر تقديمه نفسه بموته، ذكراً دائماً، ولختم كل فوائد ذلك للمؤمنين الحقيقيين ولغذائهم الروحي ونموهم فيه، ولتجديد التزاماتهم بجميع الواجبات التي له عليهم. وليكون رابطاً وعربوناً لشركتهم معه، وشركة بعضهم مع بعض، باعتبار كونهم أعضاء جسده السري. وفي هذه العبارات غايات مهمة في عشاء الرب :
١- التـذكار: لأنه يذكرنا بموت المسيح كفارة عنا، الذي هو جوهر الدين المسيحي. فهو إعلان صريح من كنيسة المسيح بموت المسيح الكفاري. وهو دلالة واضحة علي أن نظام العهد القديم قد بدل بنظام العهد الجديد، أي الفصح تحول إلي العشاء الرباني بأمر المسيح وسلطانه. فما دام هذا السر في الكنيسة لا يمكن أن تنسي الكنيسة ولا العالم الذي تشهد فيه، أن الرب يسوع أخذ وظيفة حمل الله لكي يرفع خطية العالم.
٢- إلاقـرار: فالمشتركون والمواظبون علي العشاء الرباني يقرون بإيمانهم بالمسيح مصلوباً، وباتكالهم عليه لنيل خلاصهم، وبقبولهم إياه سيداً وفادياً، ورباً ومخلصاً. وبأنهم تلاميذه، وعليهم أن يجددوا عهد الولاء له، وأن ينذروا انذار الأمانة لذاته الإلهية، ولقيامهم بممارسة هذا السر يفرزون أنفسهم عن العالم، ليصيروا كلياً للمسيح (١كورنثوس ٢١:١٠ ).
٣- البنيـان: فهذا السر يرسم للمسيحي أعظم حقائق إيمانه، ويحوك عواطفه ويزكي محبته للمسيح، ويقوي إيمانه ويذكّره بواجباته المتنوعه لربه ولكنيسته وللعالم. وينمي فيه الفضائل المسيحية، ولا سيما المحبة الأخوية فخمد روح الخصام والنفور بين أعضاء جسد الرب ودمه. وخصوصاً لأن ممارسته ينبغي أن تقترن بتجديد العهود للمسيح ولكنيسته، فيتحرك قلب المؤمن تحركاً جديداً في التقوي كل ما حضر مائدة الرب .
٤- الاتحـاد الأخـوي: فإنه يجمع الكنيسة كأهل بيت واحد، أهل إيمان واحد بالرب. وكلما اجتمع الإخوة لممارسة عشاء الرب وسماع كلمة الرب تذكرهم بأن المسيح لا يستحي أن يدعوا أياً منهم أخاً. فلا فروق اجتماعية بينهم، بل أن كل واحد يحقق لإخواته أنه أخ في الرب ومرتبط بهم بربط حياة واحدة مشتركة في المسيح. حتي أن كل أخ في أثناء ذلك الاجتماع، يقدر أن ينظر إلى وجه أخيه الذي تم وصية الرب وتناول من مائدة الرب أنه من محبين الرب ومن أهل بيت الله .
٥- إلاشـارة إلي مـائدة المستقبـل: فهو يوجه أنظار المؤمنين المجتمعين حول مائدة الرب إلي الأجتماع العتيد في السماء حول عشاء عُرس الخروف. فهو وليمة تمثل وليمة المجد التي سيعدها المسيح لمختاريه في ملكوت السماوات، وفقاً لقوله: "وأنا أجعل لكم ملكوتاً كما جعل لي أبي ملكوتاً، لتأكلوا وتشربوا علي مائدتي في ملكوت" (لوقا ٢٩:٢٢-٣٠ ).
اخي القارئ العزيز ثبت أقدامك في معرفة الحق الكتابي وداوم علي تعاليم ووصايا الكلمة المغيرة فتثبت قدماك في صخر الدهور .