كنيستي محور إنتمائي الوطني
8/7/2023 12:00:00 AM
الإنتماء يعرف بأنه مشاعر داخليه تحرك فى الانسان واجب دعم شخص أو منظمة أو فكرة او كيان.. وهو مقياس الالتزام الذى يبديه المرء حسب درجه رضاه..
أما الانتماء فى مدرسه المسیح. هو إنتماء لله أى للمعلم الوحيد وكذلك هو إنتماء لجسد المسيح أى إلى الكنيسه
على أن الإنتماء هو متعدد الاوجه فقد يكون إنتماء إلى اللغه أو إنتماء إلى الدين أو إنتماء إلى الأسرة أو إنتماء إلى البلد الذي أعيش وولدت بها ثم الإنتماء إلى العائلة أو القبيله وهكذا
فالانتماء هو إحتياج اساسي للأنسان ففى الإنتماء يجب التركيز على العطاء اكثر من الأخذ لانه مكتوب "مغبوط هو العطاء اكثر من الأخذ".
و الانتماء يمثل إضافه للذات لأنه في حقيقة الأمر هو إحتیاج إنسانی متعدد الزوايا. فالانتماء هو إحتياج نفسي وإجتماعى و روحی
والإحتياج الروحي يفرض علينا هذا السؤال وهو :- كيف أستطيع ممارسة حياتى الروحيه بدون الآخر ؟!
فالآخر يمثل لي فرصه للحب وللتعاون وأيضا أحتكاك وتلمذه وإكتساب مهارات وخبرات حياتية لاغنى عنها ففى قصة الخلق .. عندما خلق الله آدم .. أشعره بالحاجه إلى الآخر. وبكل تأكيد في الآخر تكتمل الحياه
الإنتماء كلمة تشمل مثلما ذكرت نواحي عديدة
منها ما يدخل في إطار دائرة الاسرة، ولعلها أضيق منظومة بشرية، ومنها تتسع الدائرة إلى العائلة أو القبيله ثم يأتي الإنتماء إلى الدين ومنها إلى الطائفة بل ويتجاوزها الإنتماء إلى المذهب ثم الكنيسة المحلية المرتبط بها، بل وربما يعتمد الإنتماء إلى الإجتماع الذي الذي يشعرني بالحضور والتواجد والذي يحفزني على الحضور وزيادة الأنتماء قد يكون إجتماع أسرة أو إجتماع عام أو إجتماع شباب .. إجتماع أشعر داخله بالدفء
ثم يأتي الإنتماء الأكبر والأشمل وهو الإنتماء إلى الوطن ومن خلاله يشعر كل منا بالأمان لكونه موجود فى وطن يعتز به وبحضارته وبتاريخه
وداخل الوطن ينتمي للكنيسه هو قرار بالانضمام إلى جماعة مسيحيه للشركة والنمو الروحى وهو فرصه ايضاً لنمو العلاقات بين هذه الجماعة وفى الانتماء تخرج من دائره الشركه إلى دائرة الدور .. والتنوع في الادوار يثرى الجماعة
و يذكر الكتاب المقدس عن أهمية التواجد داخل الكنيسة فى اعمال الرسل: "ولما كان الجميع بنفس واحده". وهنا يبرز أهميه الاتفاق والقرار اننا نكون داخل الكنيسه بنفس واحده و نلتزم معاً بروح واحد وهو جزء من الإنتماء
وهذا الشعور يزيد وينمى الانتماء للكنيسه ومن يقوم بدور غير ذلك يفسد هيكل الله ولابد لنا ان نقف معاً ونقبل وجودنا فى الكيان الإلهى ولا نكون عثرة للٱخرين ونصلى من أجل بعض
فالانتماء للكنيسه هو التزام عهد قطعناه معاً لنكون بنفس واحده وروح واحد..
ولابد أن نفكر بإيجابيه فى الكنيسه..
وحينما نجد سلبيات لا بد أن نتكاتف معاً للتغلب على هذه السلبيات ونصلى من أجل هذه السلبيات ونصلى من أجل الجسد الواحد. لا يوجد مؤمن أو خادم غير منتمى للكنيسة ويكون ناجح. فتواجدك داخل الكنيسة .. داخل هذا الكيان يعطيك قوه
فلا يمكن لأنسان أن يكون داخل كيان الكنيسه ويعيش بمفرده
فكما ألتزم المسيح بتلاميذه. فقد ألتزم ببطرس رغم انكاره له, كما أنه ألتزم بتوما رغم شكه, أيضا ألتزم بيعقوب ويوحنا رغم تصارعهما من يكون عن يمينه ومن يكون عن يساره ..والإلتزام جزء مهم من الإنتماء
فلا تترك خدمتك وكنيستك لضعف أخوتك
فكل انسان منا مولود بغرائز طبيعيه مثل الحب.. والتواجد والحياة داخل الجماعة
فالانسان بطبعه اجتماعى لا يستطيع ان يعيش بمفرده وكثيرا ما نكون داخل الاسرة ونشعر بالوحدة بالرغم من وجودنا داخل منزل واحد نظرا لأننا لا نتحدث معا ونتشارك معا بمشاعرنا. لابد ان يكون لنا اتصال بالحواس وليس وسائل الاتصال الحديثة مثل الفيس بوك.
وفى الختام ..يتبادر إلى ذهني هذا السؤال : كيف ننمى روح الإنتماء للكنيسة وللوطن ؟
لابد ان ننظر الى انتماءنا الى أسرنا أولا .. ثم الإنتماء للكنيسة وهذه كلها تخلق فيا من خلال قراءتي لنصوص الإنجيل .. فالأنتماء الوطني فلا يمكن بأى حال من الأحوال أن لايكون لي إنتماء أسري أو عائلي أو كنسي ويكون لي إنتماء وطني أو إنتماء لبلدي الذي يحتويني ويحتوي عائلتي وأسرتي وكنيستي وهكذا هو معيار الإنتماء الأبرز ..فأنا كمواطن مسيحي أستمد جزء من كيانى وهويتى من خلال تواجدي داخل جماعة المؤمنين بالكنيسة.
ويمكن أن تواجه أى منا خلال مسيرته الحياتية مشاكل عديدة متنوعة، وهذه هي سمة الحياة، طالما وجد البشر وأزعم أن تلك المشاكل تزيد الإنسان الطبيعي صلابة وقوة وتجعله أكثر إنتماءا للوطن وليس العكس ولعل في ذلك يعجبني بعض مما قاله أمير الشعراء : - وطني وإن ضن عليا فهو عزيز . وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي..هذا هو الوطن بالنسبة لي.