آراء و أقلام إنجيلية

معنى كلمة الإنتماء

  • بقلم: ش. ماجد طوبيا

هو الشعور بالإرتباط و بالإنتساب إلى مجتمع أو مجموعة معينة، والانتماء هو أحد الإحتياجات الأساسية للإنسان، حيث يشعر بالإنتماء إلى أسرته، ومجتمعه، ووطنه، وثقافته، ودينه، وغيرها من الجماعات والمجموعات التي يشعر بإنتمائه إليها.
إذن فأن الإنتماء له علاقة وثيقة بالهوية الشخصية، حيث يشعر الفرد بالثقة والراحة عندما يجد نفسه جزءًا من مجموعة ويشعر بأنه مقبول ومحبوب فيها. وقد يظهر الإنتماء من خلال التواصل والتفاعل مع أعضاء المجموعة، والمشاركة في الأنشطة المجتمعية، والدفاع عن مصالح المجموعة، والإلتزام بقيم وتقاليد المجموعة.
أيضا فأن الإنتماء يمكن أن يكون على مستوى صغير مثل الإنتماء إلى أسرة أو أصدقاء، أو على مستوى أكبر مثل الإنتماء إلى مجتمع أو دولة.
ويمكن أن يكون الإنتماء متعدد الأبعاد، حيث يشعر الشخص بالإنتماء إلى عدة مجموعات أو ثقافات مختلفة.
الإنتماء جزءً أساسيً من هوية الفرد ويؤثر في تصرفاته ومشاعره وتوجهاته، وقد يؤثر على تكوينه الإجتماعي والنفسي.
من وجهة نظر المسيحية، الإنتماء الوطني يعتبر أمرًا هامًا. يعلم المسيحيون أنهم مدعوون لحب وخدمة الله والآخرين حيثما يعيشون. يعتبر الوطن والمجتمع جزءًا من البيئة التي يجب على المسيحيين أن يكونوا منتمين وملتزمين بها.
تتمثل مسئولية المسيحيين في توجيه الصلاة والدعاء إلى نجاح الوطن وبث السلام فيه. كما يدعو الكتاب المقدس المسيحيين إلى أن يكونوا مطيعين للحكومة وللسلطات المحلية وأن يعملوا على النهوض بالمجتمع وتحقيق العدالة والرحمة والمحبة والخير وهذا ركن هام في الإنتماء الوطني.
ويعمل المسيحيون على أن يظلوا متحدين ومتعاونين مع أفراد المجتمع بغض النظر عن اختلاف العقائد والديانات، وأن يرسخوا لبناء جسور التفاهم والمحبة بين الأفراد والمجتمعات المختلفة.
ومن خلال العيش كشهود للإيمان المسيحي، يقوم المسيحيون بالمساهمة الفعالة في تقدم الوطن وتعزيز روح المحبة والتسامح والتضامن بين أفراد المجتمع.
ولنا في حياة السيد المسيح، إن نتعلم الإنتماء للوطن وكيف كانت علاقته بوطنه الأرضي وشعبه. فقد كان مشاركًا في الثقافة والتقاليد اليهودية، وكان ينتمي إلى قومه ويعيش في فلسطين. لقد نشأ في بيت لحم وعاش في الجليل وقد قدم رسالته وخدمته بين اليهود.
مع ذلك، يُشير الإيمان المسيحي إلى أن وطن المسيح الحقيقي هو المملكة السماوية. فإن العنصر الأساسي لانتمائه كان الإيمان والعلاقة القوية بالله الأب. كما أنه علمنا أن يحب الله ويحب الآخرين، بغض النظر عن العرق أو الجنس أو الجنسية.
وقد أظهر المسيح أيضًا قدرًا عظيمًا من الانتماء إلى بشرية جميع الناس. لقد حمل رسالة الخلاص إلى العالم كله ولم يدلي بتفويضه لأي شعب معين.
بشكل عام، يُؤكد الدين المسيحي على ضرورة أن يكون المسيحيون مواطنين نموذجيين ويعتنقون القيم الأخلاقية ويحترمون السلطات المدنية، مع الالتزام بخدمة الآخرين وبناء مجتمع يعكس قيم السيد المسيح له المجد.