الإنتماء الوطني ليس بمعزل عن الإيمان المسيحي
8/28/2023 12:00:00 AM
الإنتماء هو مشاعر داخلية تحرّك في الإنسان واجب دعْم شخصٍ أو منظمةٍ أو فكرةٍ أو كيان ما، كما انه مقياس للإلتزام الذي يُبديه المرء حسب درجة رضاه عن الخدمات أو المنفعة التي يحصل عليه، بالإضافة إلى أنه إخلاص المرء ومدى تمسكه وإرتباطه بالفكرة التي يدين بالولاء لها.وتكيُّف منقول وراثياً من الآباء لأبنائهم، وبالتالي هو إرتباط محسوس بالآخرين، وفي الواقع فإنّ الولاءْ لهُ صور متعددة، مثل الصداقات، والأُسر، والمنظمات، والمهن، والبلدان، والأديانْ.
والإنتماء يخلق في الغالب الإستقرار النفسي . لأن لكل منا إحتياجات نفسية، منها الأحتياج للحب والتقدير والنجاح والسعادة.
كما أن الإنتماء يخلق في الإنسان الإلتزام، والتفكير بأهمية أن يكون جزء من المنظومة والتمسك بمبادئها وقوانينها، وهو مظهر من مظاهر التقدير والإخلاص للدولة أو المكان الذي يعيش فيه، كما أنه يعلمك أن تكون قائدًا جيداً، وأن تحترم آراء الآخرين، كما يمنحُك فرصة الإطلاع على الطريقة التي تريد أن تكون عليها مستقبلاً، وينمى لديك القدرة على التأثير في الآخرين من خلال روح الولاء والإنتماء التي تظهر في تعاملك مع الٱخرين
كما أن الإنتماء والهُويَّة وجهان لعملة واحدة! فلا هُوية بلا إنتماء، فما يُصيغ الكيان الإنساني أو الكيان المؤسسي هو الإنتماء لتوجه ما أو لمرجعية ما. فالإنسان لا تُعرف هُويتهُ في صحراء خاوية! بل في مجموعة ما وفي منظومة ما، سواء كانت مجموعة بشرية أو منظومة فكرية.
. فالانتماء يُرسخ الهُويَّة: فإنتماء التلاميذ للمسيح، هو أنتماء للهُوية كمسيحيين وسط العالم،
في الكتاب المقدس يذكر بعض الثوابت الإيمانية التي كلها تؤدي إلى وجود الإنتماء فيها بشكل ضمني مثلما يقول : "فَاثْبُتُوا مُمَنْطِقِينَ أَحْقَاءَكُمْ بِالْحَقِّ، وَلاَبِسِينَ دِرْعَ الْبِرِّ، وَحَاذِينَ أَرْجُلَكُمْ بِاسْتِعْدَادِ إِنْجِيلِ السَّلاَمِ. حَامِلِينَ فَوْقَ الْكُلِّ تُرْسَ الإِيمَانِ، الَّذِي بِهِ تَقْدِرُونَ أَنْ تُطْفِئُوا جَمِيعَ سِهَامِ الشِّرِّيرِ الْمُلْتَهِبَةِ ". فلكي نَهزم قوى الشر من أفكار وأعمال علينا بالثبات في الإيمان، وهذا الثبات لا يحدث سوى بالإنتماء، فلا نجد مَن هو قد دَافع وثبت على معتقد ما أو هُوية ما بدون إنتماء وثبات حقيقي . فيقول السيد المسيح في ( يوحنا 15: 4-5): “اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ. كَمَا أَنَّ الْغُصْنَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ بِثَمَرٍ مِنْ ذَاتِهِ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي الْكَرْمَةِ، كَذلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ. أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ، لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا.”
كما أن الإنتماء والوطني لابد وأن يتبعه الخضوع للسلطات هو جزء من الإنتماء مثال قال السيد أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله وقال لبطرس أذهب للبحر وأصطاد سمكة ودفع أستارا عني وعنك (مت 17 : 27) . وهو أن دفع ما عليك من إلتزامات للدولة هو محور أصيل في عملية الأنتماء الوطني ..فالإنتماء الوطني مقدس ولايتجزأ عن الإيمان وماذكره الإنجيل في خضوعنا للسلطات أمر في غاية الأهمية ونحن مطالبين به بل أن الرب طلب منا نصلي ونخضع للسلطات (رو 13 : 1- 4) لتخضع كل نفس للسلاطين .. لأنها مرتبه من الله والإنتماء الوطني ليس بمعزل عن الإيمان المسيحي
كما أن الإنتماء للأسرة هو جزء من الإنتماء الوطني وقد علمنا الكتاب المقدس أن الشخص لابد ان ينتمي لأسرته وعائلته قال يشوع انا وبيتي نعبد الرب
كرنيليوس كان تقي خائف الله مع جميع بيته (اعمال 10 : 2) وقبل الإيمان هو وكل بيته وكذلك سجان فيلبي ٱمن هو وأهل بيته (أع16 : 31 )
أيضا قال الكتاب في (تيمو 5: 8) أن كان أحد لا يعتني بخاصته ولا سيما أهل بيته فقد أنكر الايمان وهو شر من غير المؤمن . موسي كان امينا في كل بيته عبر 3: 5 ونوح أيضا كان نموذج في بيته
الرب يسوع كان ينمو في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس فالإنتماء للأسرة مهم جدا وكما أن الأنانية في الأسرة مدمرة جدا لأنها مرادف لعدم الإنتماء فالمنتمي يخدم أسرته ووطنه
كما أن الإنتماء الوطني يتمثل الإنتساب الحقيقي من الشخص لوطنه فكرًا من خلال التصرفات والأفعال، وقد يوصف أو يُعبر عنه بالجنسية، ويرتكز على فكـرة التبادل بين الفرد والدولة في الحقـوق والواجبات، مما يؤدي إلى إحساس لدى الشخص أو المواطن بالرغبة في الإنتماء إلى هذه الدولة قولًا وفعلًا، والدفاع عنها بكل ما يملك.لأن كل ذلك جزء مهم من الإنتماء الوطني كما يجب علينا أن نحافظ على نظافة الطرقات والأماكن والمرافق العامة، والمشاركة والتطوع في الأعمال الخيريّة التي تقوم على خدمة المجتمع، والإلتزام بالقوانين الموجودة داخل الوطن والضوابط السلوكية، وعدم الاستهتار في العمل،و إحترام العادات والتقاليد والأعراف الموجودة داخل الوطن.حتى الإلتزام بالإشارات الوطنية والدلائل الوطنية، كالنشيد الوطني، والعلم، وكل ما يدرج تحت هذه الرموز يمثل ركنا هاما في ملحمة الإنتماء الوطني لكل منا