آراء و أقلام إنجيلية

الإنتماء الوطني

  • بقلم: د.ق. خلف موسى

يُعرّف الانتماء وبشكلٍ عام بأنه مشاعر داخل الإنسان تحركه لدعْم شخصٍ أو منظمةٍ أو فكرةٍ أو كيان

الإنتماء يعني الإرتباط بشيء ما ،وفي الغالب يتملك الشخص ذلك الشعور نتيجة لتعلقه بهذا الشيء و العديد من أنواع الإنتماء منها الإنتماء للدين و الإنتماء للوطن والانتماء الفكري أو الإنتماء الأسري
وهنا سوف نلقي الضوء علي إنتماء الكنيسة للوطن
وبالرغم من أن الكنيسة العامة لها وطن سماوي ولا يحدها وطن أرضي لأنها أوسع وأشمل ولكن هناك آيات ووصايا كتابية تلزمنا بحب الوطن المحلي والإنتماء إليه و فيما يلي نذكر بعض منها

أرميا ٢٩:‏٧ وَاطْلُبُوا سَلاَمَ الْمَدِينَةِ الَّتِي سَبَيْتُكُمْ إِلَيْهَا، وَصَلُّوا لأَجْلِهَا إِلَى الرَّبِّ، لأَنَّهُ بِسَلاَمِهَا يَكُونُ لَكُمْ سَلاَمٌ.
هنا يطلب الله القدير من شعبه في العهد القديم بأن يصلوا من اجل سلام المدينة التي يعيشون فيها لأن عندما تكون المدينة في سلام فبالتالي الشعب في سلام فكل شعب منتمي الي مدينته او بلده او دولة ما ويصلي من اجلها فهنا الإنتماء ...
ويطلب منا بولس الرسول في رسالته الأولى إلى تيموثاوس أن تقام صلوت وابتهالات وتشكرات لأجل جميع الناس ولاسيما الملوك والحكام لكي نقضي حياة آمنة مطمئنة في كل تقوى ووقار (1 تمو 2: 1-2) فهنا وصية واضحة الملامح بأن نصلي من أجل حكام وملوك وطننا لكي يحفظهم الرب من كل سوء ويعطيهم حكمة القيادة كي يكون وطننا الذي ننتمي إليه في سلام وأمان وعنما يكون وطننا في سلام نستطيع ان نصلي ونعبد الرب ونحن ممتلئين سلام وطمأنينة
وعندما نتفكر بحياة السيد المسيح الذي ولد فلسطين ونجده يجول يصنع خير

اعمال الرسل ١٠:‏٣٨ يَسُوعُ الَّذِي مِنَ النَّاصِرَةِ كَيْفَ مَسَحَهُ اللهُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَالْقُوَّةِ، الَّذِي جَالَ ‍يَصْنَعُ خَيْرًا وَيَشْفِي جَمِيعَ الْمُتَسَلِّطِ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ، لأَنَّ اللهَ كَانَ مَعَهُ.
وهو هنا يجول بين شركاءه في نفس الوطن وهو "يعلمهم" ليرفع مستوى فكرهم و"يشفيهم" ليقضوا حياة صحية في سعادة وقوة و"يقدم لهم الخير" ليتمتعوا بالحياة و "يفكهم من قبضة ابليس" ليحررهم ويكونون احراراً منطلقين .وعندما نفحص ما صنعه السيد المسيح فنجده نابع من حبه للشعب وأهل وطنه وهذا هو الإنتماء للوطن لأنه يريد ان يكون وطنه في أفضل حال لأن عندما يكون الشعب متعلم ومتحرر يكون الوطن مرتفع ومستقل بعيد ان اي عبودية روحية او عالمية ..
وماعلمه السيد المسيح ليس بمعزلٍ عن ما علمنا به بولس الرسول بالروح القدس عندما قال في كورنثوس الاولى ١١:‏١١ غَيْرَ أَنَّ ‍الرَّجُلَ لَيْسَ ‍مِنْ ‍دُونِ الْمَرْأَةِ، وَلاَ الْمَرْأَةُ ‍مِنْ ‍دُونِ الرَّجُلِ فِي الرَّبِّ. " وهنا نحيا حياة راقية مرتفعة وسامية عندما تكون هناك المساواة بين الرجل والمرأة فلايكون هناك عبيد او سادة بل احترام شأن المرأة يعلي من قيمة وديموقراطية المجتمع والوطن فنجد في الاوطان التي تعمل بهذه الوصين قد وصلت المرأة إلى أعلى المناصب وأتى ذلك بإيجابيته علي الوطن فبهذا قد حثنا الكتاب المقدس بحب الوطن والانتماء اليه والعمل على سموه ونضوجه ...

ويذكر لنا أيضاً الكتاب المقدس في :
تيطس ٣:‏١ ذَكِّرْهُمْ أَنْ يَخْضَعُوا لِلرِّيَاسَاتِ وَ‍السَّلاَطِينِ، وَيُطِيعُوا، وَيَكُونُوا مُسْتَعِدِّينَ لِكُلِّ عَمَل صَالِحٍ،
وفي الآية السابقة تحثنا ان نكون خاضعين للرياسات والحكام ولا نتمرد عليهم بل نكون محبين لهم وخاضعين للقوانين ومستعدين لعمل الخير وكل ما هو صالح للوطن وما هذا إلا تحريض على الإنتماء للوطن كي يعلوا شأنه ويكون في سلام
فمسئولية المحافظة على الوطن والانتماء إليه هو جزء من إيماننا المسيحي وعقيدتنا التي تعلمناها من الكتاب المقدس حفظ الله بلادنا في سلام وأمان وحفظ رئيسنا وحكومتنا

وأخيراً لنعرف الفرق بين الولاء والانتماء؟
الانتماء صفة نكتسبها بحكم الولادة في نفس المكان أو حتى الإقامة فيه لفترات طويلة.. بينما الولاء صفة نكتسبها مع مرورنا بمواقف وذكريات وأحداث تخلق لدينا الحب وربما العشق لهذا المكان الأمر الذي يجعلنا نبذل النفيس والغالي من أجل الحفاظ على هذا المكان الذي يسمى الوطن