آراء و أقلام إنجيلية

قضيَّة الانتماء في المسيحيَّة

  • بقلم: د. ق. ممدوح لوندي

يُعتبر موضوع الانتماء مِن أخصب قضايا العصر. فبدون انتماء لا يكون للشخص أيَّة هويَّة فكريَّة أو أسريَّة أو اجتماعيَّة. لكن الانتماء يُحقق الولاء لله، وللأسرة، وللكنيسة، وللوطن. لذا نحن في حاجة ماسَّة في داخل الأوساط الكنيسة أن نُقيم ندوات توعيَّة حول هذه القضيَّة الحيويَّة. وسوف يتبع الباحث في هذه المقالة الأسلوب الأفقي في عرض أفكاره حول قضيَّة الانتماء كالآتي:

أولاً- تعريف الانتماء: الولاء، أو الانتماء كما تقول قواميس اللغة، يعني: القرب، والمحبة، والصداقة، والنصرة، وهو يشير كمصطلح إلى تلك الرابطة العاطفية التي تربط الفرد بفئة أو جهة أو مؤسسة أو فكرة أو مذهب أو معتقد. والانتماء هو احتياج إنساني مِن الدرجة الأولى ويُعطي للحياة معنى وقيمة، وبدون الانتماء يكون الشخص أعمى يتخبط في الظلام، وتحمله تيارات كثيرة مِن حوله ولا يعرف إلى أين يذهب ولا إلى أين يجيء، كطفل محمول بكل ريح تعليم (أفسس14:4)، بينما الانتماء يُعطي استقرًا وسلامًا.

ثانيًا- احتياجات الانتماء:
الانتماء يحتوي على عدة احتياجات أساسيَّة هي :
1- الاحتياج النفسي:
الانتماء هو أحد الحاجات النفسية الأساسية، التى بدونها لا تستقيم النفس، ولا يسعد الإنسان (2يوحنا2). بينما الاشخاص الغير منتمون يعيشون وحشة الذات وعزلة الأنا ورفض الآخر! مع أن الحقيقة أننى لا أكتمل إلا بالآخر، فهو عون وسند، وفيه يتحقق الحب، والتعلم، والاقتداء، ومن خلاله تتكون الأسرة، والجماعة، والمجتمع.
2- الاحتياج الروحي:
والانتماء أيضًا هو احتياجٌ روحيٌّ إذ كيف أستطيع أنْ أُمارس حياتى الروحية بدون "الآخر"؟ فالآخر بالنسبة لي هو فرصة حب، وتعاون، وتعلم، وقدوة، واحتكاك، وتلمذة، واكتساب فضائل، ونمو روحي. ولهذا كانت الكنائس في القرن الأول الميلادي، تنمو من خلال الانتماء الروحي، وتبنى في خوف الله، وبتعزية الروح القدس كانت تتكاثر (أعمال31:9).
3- الاحتياج الاجتماعي:
الإنسان مخلوق إجتماعى، فمن الزواج، إلى الأسرة، إلى الكنيسة، إلى الوطن، إلى البشرية... يحقق انتماءه فى دوائر متتالية، تتسع شيئًا فشيئًا، قدر ما اتسعت جدران قلبه، بسبب سكيب الحب الإلهى فى داخله!

ثالثًا- دوائر الانتماء:
1- الانتماء الأسري:
الانتماء؛ هو حالة شعور الإنسان والشخص إلى الانضمام إلى مجموعة، وهو عبارة عن علاقة شخصية حسية إيجابية، يبنيها الفرد مع أشخاص آخرين أو مجموعة ما. والانتماء الأسري يعزز هذا الاحتياج النفسي داخل الإنسان، والذي يقوم على الحب والانسجام والطاعة والمشاركة والاحترام المتبادل بين أفراد الأسرة الواحدة. وذلك الانسجام يتحقق فقط في أن يعرف كُلَّ واحدٍ دوره جيدًا لكي يُحافظ على انتمائه لأسرته بكل حب وتقدير وانسجام، ودون تصدع للأسرة بسبب التيارات التي تُريد أن تعصف بالأسرة المسيحيَّة عرض الحائط. فالإنسان السوي والمخلص فى انتمائه، سيفكر فى أسرته قبل نفسه، لأنه إنسان غير أنانى، يعطى قبل أن يأخذ، وحتى دون أن يأخذ. وبهذا تتحقق كلمات المسيح: «مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الْأَخْذِ» (أعمال36:20). ومن خلال رسالة أفسس نستخلص أربعة مبادئ كتابيَّة للانتماء والانسجام الأسري كالآتي:
(1) علاقة المرأة برجلها "الخضوع" (أفسس22:5). خضوع الزوجة لرجلها مبدأ كتابي أسسه الله، ينم عن الانتماء والاحتياج للآخر، فلا يمكن أن يكون هناك خضوع بدون حب (تيطس4:2). إذًا الخضوع يُعمق الانتماء.
(2) علاقة الرجل بامرأته "المحبة" (أفسس25:5). لكي يتعمق الانتماء بين الزوجين فلا بُدَّ من التضحية، ولقد ضحى يوسف النجار الرجل البار كثيرًا مِن أجل امرأته القديسة العذراء مريم (متَّى19:1-25)، ولقد ضحت العذراء مريم بسمعتها مٍن أجل إتمام رسالتها!
(3) علاقة الابناء بالآباء "الطاعة" (أفسس1:6و 2). ولقد كان الطفل يسوع خاضعًا لأمه القديسه العذراء مريم وليوسف النجار، وقدَّم لهما كل الاحترام والإكرام، وهذا يتضح مِن كلمات البشير لوقا: «ثُمَّ نَزَلَ مَعَهُمَا وَجَاءَ إِلَى النَّاصِرَةِ وَكَانَ خَاضِعاً لَهُمَا. وَكَانَتْ أُمُّهُ تَحْفَظُ جَمِيعَ هَذِهِ الْأُمُورِ فِي قَلْبِهَا.» (لوقا51:2).
(4) علاقة الآباء بالأبناء "التربية" (أفسس4:6). يحتاج الآباء إلى الحُب والحزم والحكمة في التعامل مع بعضهم البعض ومع ابنائهم. وهذه الدعائم الثلاث تُعمق الانتماء الأُسري.
2- الانتماء الكنسي: وأمَّا الانتماء الكنسي فهو دائرة أوسع مِن الانتماء الأسري، ولكن لا يُمكن أن يتحقق الأوَّل بدون الثاني. فالأنتماء الكنسي مبني على الانتماء الأسري. فعلى الآباء أن يزرعوا في أبنائهم حُب الانتماء للكنيسة مِن الصغر. لذا تحرص الكنيسة بكُلِّ طوائفها ومعتقداتها على زرع حُب الكنيسة للأطفال مِن خلال فصول مدارس الأحد. ومن هنا يبدأ حُب الكنيسة وحُب العقيدة وحُب الله (يشوع15:24؛ مرقس29:12-31). ولقد كان اليهود مِن خلال انتمائهم لله، يخضعون ويحرصون بأن يصعد كل الذكور خلال ثلاثة مواسم رسميه أو ثلاثة أعياد هي: عيد الفطير، وعيد الفصح، وعيد الحصاد، لهذا وردت الوصية الكتابية الصريحة: «ثَلَاثَ مَرَّاتٍ تُعَيِّدُ لِي فِي السَّنَةِ...ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فِي السَّنَةِ يَظْهَرُ جَمِيعُ ذُكُورِكَ أَمَامَ السَّيِّدِ الرَّبِّ.» (خروج14:23و 17). ولقد كانت العائلة المقدسة حريضة على حضور هذه المواسم «وَكَانَ أَبَوَاهُ يَذْهَبَانِ كُلَّ سَنَةٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ فِي عِيدِ الْفِصْحِ. وَلَمَّا كَانَتْ لَهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَنَةً صَعِدُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ كَعَادَةِ الْعِيدِ.» (لوقا41:2و 42). ومن هنا يتضح أنَّ حرص الصبي يسوع على الحضور مع مريم وأمه ويوسف لعيد الفصح - وقد كان عمره هناك وآنذاك اثني عشرة سنة- هو من دعائم الولاء للأسرة ولله، وقد انشغل حينها يسوع ببيت الله، وهناك دار بينه وبين معلمي الشريعة حورًا مطولاً فوجده أبواه بعد ثلاثة أيام، وعندما سألته العذراء مريم: «يَا بُنَيَّ لِمَاذَا فَعَلْتَ بِنَا هَكَذَا؟ هُوَذَا أَبُوكَ وَأَنَا كُنَّا نَطْلُبُكَ مُعَذَّبَيْنِ!» كانت إجابته تنم على الانتماء والولاء لله: «لِمَاذَا كُنْتُمَا تَطْلُبَانِنِي؟ أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ فِي مَا لِأَبِي؟» (لوقا48:2و 49).
وقد حرصت الكنيسة الأولى على تدعيم وتنميَّة هذا النوع مِن الانتماء داخل جماعة المؤمنين، من خلال ولائم المحبة والشركة معًا، وفي هذا كَتَبَ لوقا الطبيب والمؤرِّخ: «وَجَمِيعُ الَّذِينَ آمَنُوا كَانُوا مَعاً وَكَانَ عِنْدَهُمْ كُلُّ شَيْءٍ مُشْتَرَكاً...وَكَانُوا كُلَّ يَوْمٍ يُواظِبُونَ فِي الْهَيْكَلِ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ. وَإِذْ هُمْ يَكْسِرُونَ الْخُبْزَ فِي الْبُيُوتِ كَانُوا يَتَنَاوَلُونَ الطَّعَامَ بِابْتِهَاجٍ وَبَسَاطَةِ قَلْبٍ مُسَبِّحِينَ اللَّهَ وَلَهُمْ نِعْمَةٌ لَدَى جَمِيعِ الشَّعْبِ.» (أعمال44:2-47). ويحث كاتب العبرانيين قُراءه على الترابط من خلال المواظبة على العبادة، فيقول لهم: «غَيْرَ تَارِكِينَ اجْتِمَاعَنَا كَمَا لِقَوْمٍ عَادَةٌ، بَلْ وَاعِظِينَ بَعْضُنَا بَعْضاً، وَبِالْأَكْثَرِ عَلَى قَدْرِ مَا تَرَوْنَ الْيَوْمَ يَقْرُبُ.» (عبرانيين25:10).
3- الانتماء الوطني: أما مفهوم الانتماء إلى الوطن فيعني تلك الحالة والشعور بالانضمام إلى الوطن، وتكوين علاقة إيجابية مع الوطن، وتكوين علاقة قوية تربطنا بالوطن، والوصول إلى أعلى درجات الإخلاص.
ولهذا وصف أمير الشعراء أحمد شوقي شعورنا تجاه أوطاننا، حينما قال: "وطنى لو شُغِلتُ بالخُلدِ عنّه، نازعتنى إليه فى الخُلدِ نَفسي". فهذا بيت شعر من قصيدة "غربة وحنين" للشاعر المصري أحمد شوقي، وهو يعبر عن شدة حبه وولائه لوطنه مصر، حتى لو كان في الجنة. والخلد هنا يعني الجنة، والنفس هي الروح أو الضمير. والمعنى الكامل للبيت هو: وطني لو أنشغلت عنه بالجنة، لسحبتني روحي إليه في الجنة. وهذا يدل على مدى تعلق الشاعر بأرضه وتاريخه وثقافته. ومن الأقوال الخالدة لقداسة البابا شنودة الثالث، والتي تُتعبر ترادفًا لكمات أمير الشعراء أحمد شوقي، إذ قال: "مِصرُ وطنًا يعيش فينا، وليس وطنًا نعيش فيه."
وقد كَتَبَ محمد فريد خميس في جريدة الأهرام الجمعة 24 يناير 2020 يقول : "نعمةٌ عظيمة لا يُحسنُ الناسُ شكرها، هى نعمة الوطن، الأمن، الأمان، الاطمئنان، الاستقرار.. حقًا الوطن الآمن، منحةٌ ربانيةٌ يعلمُ قدرَها تمامًا، وبكل ألمٍ وحزن، مَنْ ضاعت أوطانهم، فتعثرت حياتُهم، وتوقفت آمالُهم، اشتاقوا لأرضهم، لذويهم، لبيوتهم، لقراهم التى كانت مطمئنة، حُلُمُهم ليلا ونهارا، كيف يعود الماضى الجميل؟".
وَكَتَبَ الأنبا موسى أسقف الشباب في مقالة له عن "الشباب والانتماء"، - بموقع كاتدرائية مارمرقس بالكويت- يقول : "ومن منا لا يفخر بانتمائه لمصر؟! إنَّ قلوبنا تهتز فرحًا حينما نسمع نشيدًا لمصر، أو حينما نسمع عن انتصار مصرى حققه أبناء مصر. سواء فى ميادين السياسة أو العلم أو الفن أو الأدب أو الرياضة وغير ذلك...فما أسعدنا بتاريخنا، وحضارتنا، وآثارنا، وروحنا المتميزة. نعم ما أسعدنا بمصر... التى باركها الرب منذ القديم ووطأتها أقدام المسيح، والقديسين، والأنبياء... كيف لا نسعد بالانتماء لها؟ وكيف لا نتقدم لخدمتها، ونرفع رايتها عاليًا فى كل المحافل الدولية؟"
المواطنة لا تتعارض مع الإنجيل في شيء، وهى الإحساس بالمسئولية تجاه الوطن. وكان السيد المسيح مواطنًا صالحًا. لهذا يقول الكتاب عن مكان حياة السيد المسيح: «وَلَمَّا جَاءَ إِلَى وَطَنِهِ.» (متَّى54:13). فقد كان يسوع منتميًّا لمدينته التي تربى فيها الناصرة، حيث كَتَبَ البشير متى يقول: «وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالْأَنْبِيَاءِ: «إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيّاً» (متَّى23:2). وعندما أهان اليهود المسيح قائلين له: «أَلَسْنَا نَقُولُ حَسَناً إِنَّكَ سَامِرِيٌّ وَبِكَ شَيْطَانٌ؟» كانت إجابته: «أَنَا لَيْسَ بِي شَيْطَانٌ لَكِنِّي أُكْرِمُ أَبِي وَأَنْتُمْ تُهِينُونَنِي.» (يوحنا48:8و 49). ولم يدافع عن نفسه أنَّه ليس سامريًّا، وذلك لكي لا يهين السامريين، ودرسًا لنا أن نحترم ونقدر الآخريين المختلفين عنَّا في الدين والعقيدة والوطن!
وفي مثل السامري الصالح (لوقا30:10-37)، مدح المسيح ذلك السامري الذي صنع الرحمة (ع37) مع ذلك الرجل اليهودي المطروح على الطريق (ع33-35)، الأمر الذي لم يفعله معه رجال الدين كالكاهن (ع31)، واللاوي (ع32). وقد كان ذلك المثل هو إثارة للجدل، لأنَّ اليهود لم يكونوا يُعاملون السامريين (يوحنا9:4)!
ومن أهم علامات انتماء المسيحي للوطن ما قاله الكتاب المقدس:

(1) فعلى كل مسيحي أنْ يعي أنَّ مصدر سُلطة الدلولة هو الله (روميَّة1:13-2)؛ وهذه السُلطة تعزز الصلاح وتكافئه، وتُعاقب الشر وتكبحه (روميَّة4:13).
(2) واجبنا نحو سُلطة الدولة هو أن نخضع للرياسات والسلاطين (روميَّة1:13)؛ وندفع الضرائب المُستحقة (روميَّة6:13-7)؛ ونطيع القوانيين (1بطرس13:2)؛ ونصلي مِن أجل الحُكام وكل مَن هُم في منصب (1تيموثاوس1:2-2).
(3) على المسيحيين أن يخضعوا للدولة الشريرة، كما يخضع الابن للأب الشرير، ولكن في حدود حتى لا يكون خضوعنا عصيانًا لله (أعمال29:5).

رابعًا- أهمية الانتماء:
الولاء أو الانتماء عنصر مهم في العلاقات سواء كانت رومانسية أو عائلية أو اجتماعية أو غير ذلك. يمكن أن يساعد في بناء روابط أقوى وخلق دعم اجتماعي. يمكن تعزيز الولاء من خلال الصدق، والدعم، والاحترام، والتقدير والإخلاص.
وتكمن أهمية الانتماء في ما يمكننا اكتسابه والتعلم منه، فالانتماء يُعزِّز الآتي :
1- الالتزام: إنَّ الانتماء يُعلِّم الإنسان الالتزام، والتفكير بأهمية أنْ تكون جزءًا من المنظومة والالتزام بمبادئها وقوانينها، وذلك مظهر من مظاهر التقدير والإخلاص للمنظومة.
2- الصداقة: لكي يكون لديك أصدقاء، فلا بُدَّ أنت أن تكون صديقًا صالحًا. فإنَّ إنشاء الصداقة والمحافظة على ديمومتها يتطلب مستوىً معينًا من الالتزام والولاء كي تنجح.
ويرى الباحث أنَّ هذا النوع من الصداقة يظهر بصورة واضحة في قصة راعوث المؤابيَّة، وكيف أنَّها تمسكت بولائها لحماتها رغم ضياع كل شيء (راعوث16:1).
3- المهارات الأساسية: ليس من السهل أنْ يكون الإنسان مُخلصًا، ولكن كي يكون كذلك عليه أن يفكر في المستقبل وبمدى تأثير الأفعال التي تبْدر منه على الآخرين، وأن يعطي الاهتمام اللازم وبشكلٍ صحيح للمكان الذي يحتويه، وهذا بدوره يشكل مسؤوليةً وبعد نظرٍ، وهي ليستْ إلّا مهارات يتعلمها الإنسان بانتمائه.
4- العمل بروح الفريق الواحد: إضافةً إلى تلك المهارات التي يغْرسها الانتماءْ، سوف يعلمك أنْ تكون قائدًا جيدًا، وأن تحترم آراء الآخرين، كما سيمنحُك فرصة الاطلاع على الطريقة التي تريد أن تكون عليها مستقبلاً.
يظهر هذا النوع من الوحدة في بناء الأسوار حيث وزع نحميا المسؤوليات على الشعب، فقام كُلِّ بدوره، وكان شعار نحميا والشعب: «إنَّ إلهَ الْسَّماءِ يُعْطِنَا النَّجَاحَ، وَنَحنُ عبيدُ نَقُوم وَنَبْنِي» (نحميا20:2).

خامسًا- كيف نكون مواطنين صالحين؟
قبل أن نتمكن من مساعدة أطفالنا على فهم دورهم كأعضاء في المجتمع، من المفيد تحديده أولاً. ماذا يعني أن نقول أن أحدهم مواطن صالح؟
أولاً، هناك قواعد ثابتة يجب أن نتبعها. علينا جميعًا الالتزام بالقوانين ودفع الضرائب والتصويت. علاوة على ذلك، تشمل السمات الأخرى المرتبطة بكونك مواطنًا صالحًا ما يلي :
1- احترام الآخرين، واحترام خصوصياتهم وممتلكاتهم.
2- معرفة حقوقك، واحترام حقوق الآخرين.
3- أن تكون متطلعًا على قضايا اليوم.
4- تعلم الحقائق الصحيحة لتاريخنا، سواء أكانت جيدة أم سيئة.
5- التعاطف والرقة مع الآخرين.
6- تحمل مسؤوليَّة أفعالك.
7- كُن متسامحًا وتقبل معتقدات الآخرين وتوجهاتهم.
8- الاعتراف بالحقيقة واحترامها، وقول الحق للسُلطة.